قتل 10 أشخاص على الأقل وجرح العشرات في العاصمة اليمنية صنعاء بعد ظهر أمس عندما تصدت قوات الأمن اليمنية لتظاهرة ضمت عشرات الآلاف من المطالبين بإسقاط النظام والذين رددوا هتافات عبرت عن رفضهم للمبادرة الخليجية وما وصفوه ب «وصاية أحزاب اللقاء المشترك المعارضة على ثورة الشباب». وتأتي هذه التطورات الميدانية الدامية فيما تنتظر الأطراف السياسية تحديد الموعد النهائي من قبل الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي للتوقيع على المبادرة الخليجية المتوقع أن يتم الأحد أو الاثنين المقبلين بعد إعلان السلطة والمعارضة الموافقة عليها. وأكدت مصادر طبية وشهود ل «الحياة» أن قوات الأمن حاولت منع المتظاهرين من عبور جولة عمران في نهاية شارع الستين الشمالي باتجاه الشارع الذي يقع فيه مبنى التلفزيون الحكومي مقابل المدينة الرياضية التي يقوم في محيطها مخيم يضم آلاف المؤيدين للرئيس علي عبدالله صالح. وقالت المصادر إن قوات الأمن استخدمت الرصاص الحي في تفريق المتظاهرين، فيما لجأ المتظاهرون إلى رشق الجنود بالحجارة، قبل أن تتصاعد المواجهة وتطلق قوات الأمن الرصاص باتجاه المتظاهرين ما أسفر عن مقتل 10 أشخاص على الأقل وجرح العشرات. وتم نقل المصابين إلى المستشفى الميداني في «ساحة التغيير» أمام جامعة صنعاء فيما نقلت جثث القتلى والمصابين بجروح خطرة إلى مستشفى العلوم والتكنولوجيا. وكانت مدن يمنية أخرى شهدت أمس تظاهرات مماثلة، فقتل متظاهر وأحد رجال الأمن في عدن (جنوب). وقال مصدر محلي ل «الحياة» أن توتراً شديداً يسود المدينة، وأن دبابات ومدرعات طوقت منطقة العريش وتستعد لدهم المنازل بحثاً عن مسلحين. وقال شهود وسكان أن قوات الأمن منعت مساء الثلثاء المواطنين من دخول عدن لمنعهم من المشاركة في المسيرات المناهضة للنظام. وفي مدينة تعز خرجت مسيرة كبيرة جابت عدداً من الشوارع للمطالبة برحيل الرئيس وتنديداً بأعمال القتل والقمع ضد المتظاهرين السلميين، وأغلقت معظم المحال التجارية أبوابها لساعات استجابة لدعوة إلى العصيان المدني. وأوضحت مصادر أن مدن إب والحديدة والبيضاء ولحج وأبين شهدت أمس أيضاً عصياناً مدنياً محدوداً، في حين فشلت دعوة مماثلة في صنعاء. وقال مصدر في مدينة الحوطة بمحافظة لحج أن قوات الأمن حاولت تفريق مسيرة مستخدمة الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع، ما أدى إلى إصابة شخص بالرصاص الحي وأثنين آخرين بحالة اختناق.