قتل خمسة أشخاص في اشتباك مسلح في جولة عمران المدخل الشمالي للعاصمة اليمنية صنعاء بين جنود من شرطة النجدة وآخرين يتبعون الفرقة الأولى بقيادة اللواء علي محسن الاحمر الذي اعلن الشهر الماضي انضمامة لثورة الشباب. وقالت مصادر مطلعة ان قوات كبيرة من شرطة النجدة هاجمت نقطة عسكرية يتمركز فيها جنود من الفرقة أولى مدرع عند جولة عمران شمال العاصمة صنعاء واستمرت الاشتباكات لنحو ساعة عند منتصف ليل الثلاثاء. واستخدمت في الاشتباكات الرشاشات الثقيلة وقذائف ار بي جي. وقال مصدر مقرب من اللواء الاحمر ل"الرياض" ان العملية اسفرت عن مقتل الضابط عبدالله الشرعبي واصابة جنديين آخرين، مشيرا الى ان الاحمر فضل إعطاء اوامر لجنوده بإطلاق النار. واكدت مصادر مطلعة ان قوات شرطة النجدة سعت للسيطرة على النقطة الرئيسية التي تعد مدخلا مهما لقبائل حاشد والقادمة من محافظة عمران اذ تخشى الحكومة اليمنية من عملية تشييد للمتظاهرين ضد الرئيس اليمني من منطقة عمران. وفي عدن قتل شخصان منهما طفل واصيب اربعة آخرون اثناء تفريق قوات الامن مسيرة امس الاربعاء تطالب برحيل الرئيس علي عبدالله صالح. وقالت مصادر محلية ان القتيلان سقطا في المعلا والمنصورة إثر مقتل شخصين بنيران قوات الأمن أثناء تفريقها بالقوة مجاميع شبابية حاولت فرض عصيان مدني في شوارع المعلا والمنصورة، مؤكدة أن من بين القتلى طفل أصيب بطلقة نارية بالرأس أثناء ما كان في الشارع، توفي على إثرها. وأضافت المصادر أن محتجين قطعوا الطرقات في منطقتي المنصورة والمعلا وأضرموا النيران في إطارات مستعملة بوسط الشوارع، مشيراً إلى أن قوات الأمن فتحت النار على المتظاهرين في محاولة لفتح الطرقات ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى أسعفوا إلى المستشفيات القريبة. وتظاهر الآلاف في عدن استجابة لدعوة شباب الثورة تنظيم مظاهرات مليونية في مختلف مدن اليمن للضغط على صالح من أجل التنحي، ولإعلان رفضهم لأي مبادرات لا تتضمن التنحي الفوري. وفي محافظة اب أصيب 10 من طلاب جامعة إب خلال تظاهرة طلابية لرفضهم الدراسة وللمطالبة بتنحي صالح. وقالت مصادر محلية ان من يسمون ببلاطجة وأفراد من الأمن أطلقوا الرصاص باتجاه الطلاب في محاولة منهم لتفريق المسيرة ومنع خروجها من ساحة الجامعة. واضافت ان البلاطجة استخدموا الرصاص الحي والحجارة بالاعتداء على التظاهرة، ونقل المصابين عبر الدراجات النارية إلى المستشفى الميداني، منهم اثنان بالرصاص والآخرين بالحجارة. وشهدت مدينة تعز مسيرة حاشدة شارك فيها مئات الآلاف منهم نساء وجابت شوارع تعز حتى وصلت الى ساحة الحرية. وفي الطريق الممتد على نحو عدة كيلومترات قام المواطنون ومن شرفات منازلهم بصب الماء البارد على رؤوس المتظاهرين فيما اعتلى البعض لوحة كبيرة للرئيس صالح وقاموا بحرقها وسطت هتافات وتصفيق المتظاهرين. وشهدت عدد من المدن اليمنية منها تعز وعدن والبيضاء وغيرها عصيانا مدنيا غير مسبوق حيث اغلقت المحلات التجارية ورفض الطلاب والمدرسون الذهاب للمدارس. الى ذلك دعا مجلس الاتحاد الأوروبي الرئيس علي صالح لاتخاذ خطوات ملموسة ودون أي تأخير لتمكين حدوث انتقال سياسي سلمي يمكن الوثوق به في اليمن، وجدد المجلس دعوته للحكومة اليمنية ولجميع الأطراف البدء الفوري في حوار بنّاء وشامل وكامل مع أحزاب المعارضة والشباب، مؤكدا استعداده لدعم هذه العملية، مرحبا في ذات الوقت بمبادرة دول مجلس التعاون الخليجي، وقال إنه يدرك تماماً الدور الذي يمكن أن يلعبه المجلس كوسيط. وعبر عن قلقه البالغ إزاء الوضع المتدهور في اليمن، مدينا بقوة الموجة الجديدة من القمع والعنف ضد المتظاهرين سلميا ويشجب وبشدة فقدان المزيد من الأرواح.