تخلى الحظ عن المنتخب السعودي الأول لكرة القدم في بداية التصفيات النهائية للقارة الآسيوية المؤهلة لمونديال كأس العالم في جنوب أفريقيا 2010، وفقد على أرضه وبين جماهيره خمس نقاط مهمة، بتعادله مع إيران وخسارته أمام منتخب كوريا الجنوبية، ولكن منتخبنا استعاد توازنه في ما بعد، ولحق بركب المرشحين لإحدى بطاقتي الترشح، وأصبح بالفعل على مشارف بلوغ العرس العالمي الكبير للمرة الخامسة على التوالي كرقم قياسي، آسيوياً وعربياً. المنتخب السعودي يدخل مواجهة كوريا الجنوبية في العاصمة الكورية بحسابات ذهنية عند اللاعبين والمدير الفني بيسيرو، تتركز على الفوز على كوريا الشمالية نهاية الأسبوع المقبل في العاصمة السعودية (الرياض) بصرف النظر عن نتيجة لقاء اليوم، الذي قد يكفي فيه التعادل للطرفين، اذ تضمن كوريا الجنوبية الصدارة، وتضمن السعودية البطاقة الثانية بالفوز على كوريا الشمالية إن تحقق. حسابات “الاخضر” السعودي قد تكون مفرطة بالتفاؤل عبر الفوز على كوريا الجنوبية اليوم، للحصول على صدارة هذه المجموعة، وهي صدارة لا تقدم ولا تؤخر، لأنها تضمن بطاقة الترشح للمونديال المقبل، والفوز في سول ظهر اليوم إن تحقق فهو ليس غريباً علينا، فعلو كعب كرة القدم السعودية في محصلة لقاءات المنتخبين تمنحنا الكثير من التفاؤل، وسبق أن حققنا الفوز على المنتخب ذاته على أرضه وبين جماهيره في التصفيات النهائية المؤهلة لمونديال ألمانيا 2006 بهدف محمد العنبر الراسي، ولكن الإفراط في التفاؤل قد يدخلنا في حسبة “برما” في حال المغامرة اليوم، فقد نخسر اللقاء ونتعثر بالتعادل أمام كوريا الشمالية، لا سمح الله، عندها ستصبح حظوظنا في احتلال المقعد الثالث واللعب في الملحق، مرتبطة بنتائج منتخب إيران، الذي سيلعب مباراة سهلة في طهران أمام منتخب الإمارات، ويذهب نهاية الأسبوع المقبل لمواجهة كوريا الجنوبية بحسابات قد تكون ضدنا وليست في صالحنا. حسابات المنتخب السعودي يجب أن تكون منصبة على التعادل اليوم، من دون الإفراط في التفاؤل بالهجوم غير المضمون، بل قد يأتي الفوز كما حصل في المونديال السابق بأقل جهد ممكن أمام كوريا الجنوبية، لكن الأهم أن نركز على التعادل أولاً، ثم التفكير في الفوز، بينما ستكون مواجهة كوريا الشمالية هي المفصل، ولا بد من تحقيق الفوز في هذا اللقاء، لضمان ابعاد كوريا الشمالية عن المقعد الذي تحتله الآن، وحصر فرصة إيران في المنافسة على المقعد الثالث، ومن ثم الدخول في الملحق الآسيوي. المدير الفني للمنتخب السعودي نجح في صناعة توليفة سعودية رائعة تملك حلولاً فنية، وقادرة على اللعب بشكل متوازن وسليم في الداخل والخارج، بل إن لقاءات منتخبنا الخارجية والرسمية، أثبتت ثقة اللاعبين وقدرة الجهاز الفني على قراءة المباريات، وهذا هو الأهم. منتخبنا يدخل لقاء اليوم بحسابات حذرة للغاية، وثقتنا باللاعبين والجهاز الفني لا حدود لها، وسيكون السعوديون في الموعد إن شاء الله. [email protected]