تراجعت إعلانات القطاع العقاري في الوسائل الإعلانية العام الماضي لمصلحة قطاعات أخرى، أبرزها الاتصالات ومواد العناية الشخصية والمستلزمات الطبية، بعدما كانت العقارات تسيطر على نصف الإنفاق الإعلاني في المنطقة ما بين عامي 2003 و2008. ولفت تقرير «المزايا القابضة» الإماراتية إلى أن الأحداث التي تمر بها الدول العربية أثرت سلباً في قطاع العقارات، خصوصاً في مصر وسورية وتونس وليبيا واليمن، ما انعكس على سوق الإعلانات، خصوصاً في مصر التي كانت العقارات تسيطر على حصة مؤثرة في سوقها الإعلانية خلال السنوات الماضية. وتصدّرت مصر سوق الإعلانات في المنطقة، وفق التقرير، فبلغ مجموع الإنفاق على الإعلانات نحو 1.49 بليون دولار العام الماضي، مرتفعاً بنسبة 24 في المئة عن العام السابق. وبين الدول العربية التي سجلت أكبر انخفاض في الإنفاق الإعلاني خلال الفصل الأول من العام الحالي، برزت مصر بنسبة 51 في المئة، والبحرين والأردن بنسبة 21 في المئة لكل منهما. وحقق حجم الإنفاق الإعلاني في السوق السعودية نحو 1.17 بليون دولار العام الماضي، بزيادة بنسبة ستة في المئة عن عام 2009، في وقت سجل الإنفاق الإعلاني في المنطقة العربية ككل نمواً بنسبة مقدارها 24 في المئة إلى 13.7 بليون دولار. وتصدّرت الاتصالات السلكية واللاسلكية أعلى المراتب بين القطاعات التي تحظى بإعلانات في المنطقة، بحصة مقدارها 17 في المئة، وسجلت زيادة قوية في الإنفاق بأكثر من 56 في المئة عن العام السابق. وتراجعت مستحضرات النظافة من المرتبة الأولى التي كانت تتمتع بها إلى المرتبة الثانية، إذ ارتفعت بمقدار 25 في المئة فقط، واحتلت إعلانات القطاع الحكومي المرتبة الثالثة، وفق «المزايا». وارتفعت الحصة الإعلانية للتلفزيون من بين وسائل الإعلام الرئيسة من 54 في المئة في عام 2009 إلى 62 في المئة العام الماضي، وارتفع الإنفاق الإعلاني عبره بنسبة 43 في المئة خلال العام الماضي. وبلغت حصة الإنفاق الإعلاني في الصحف 27 في المئة فقط، مقارنة ب 41 في المئة عام 2008 و33 في المئة عام 2009، وحققت المجلات ارتفاعاً متواضعاً في حصتها الإعلانية بنسبة خمسة في المئة، والراديو بنسبة 10 في المئة. وسجلت السعودية نمواً ملحوظاً في الإنفاق الإعلاني بلغ 11 في المئة في الربع الأول من العام الحالي، وفق تقرير «المزايا»، في وقت تراجع الإنفاق العربي على الإعلان، نتيجة للإضرابات التي تحدث في بعض دول المنطقة حالياً. وأفادت دراسة أعدتها مؤسسة «بارك» للبحوث والدراسات الاستشارية بأن الإنفاق الإعلاني في التلفزيون في السعودية انخفض بنسبة 21 في المئة العام الماضي، وزادت إعلانات الصحف بنسبة ستة في المئة وإعلانات المجلات بنسبة 11 في المئة وإعلانات الطرق بنسبة 22 في المئة، في حين سجل الإنفاق الإعلاني في المحطات الإذاعية انخفاضاً كبيراً بنسبة 46 في المئة. وحققت أسواق أخرى في المنطقة معدل نمو متفاوتاً في سوق الإعلان، وفق التقرير، فسجلت الكويت نمواً 11 في المئة، ولبنان وقطر 16 في المئة لكل منهما، وعُمان 17 في المئة، والأردن واحداً في المئة. وحققت البحرين النسبة الأعلى، التي بلغت 37 في المئة. وسُجل هبوط حاد في مؤشرات الإنفاق الإعلاني في بعض قطاعات الأعمال، مثل قطاع المشروبات والمأكولات، بنسبة 36 في المئة في الفصل الأول من العام الحالي، مقارنة بالفصل ذاته من العام الماضي، في حين زادت مؤشرات الإنفاق في القطاع الحكومي والمراكز التجارية ومنافذ البيع بالتجزئة بنحو 60 في المئة لكل منها. أما بالنسبة إلى إعلانات التلفزيون والصحف والطرق، فارتفع الإنفاق عليها في الربع الأول من العام الحالي بنسبة تتراوح بين 14 و16 في المئة لكل منها، مقارنة بالعام الماضي، وفق «المزايا». وأصبح الإعلان الإلكتروني طوق نجاة في سوق الإعلان، لتفادي الانخفاض الحاصل في الإنفاق الإعلاني العام، إذ أصبح التوجه العام للشركات التحوّل إلى الإعلان الإلكتروني. وتشهد سوق اللافتات الرقمية في المنطقة نمواً مطرداً، مع توقع تقارير حديثة نمو السوق من 2.23 مليون وحدة، إلى أكثر من تسعة ملايين بحلول عام 2016.