لاحظ تقرير اقتصادي حديث استمرارا في تأثير العقارات غير المباشر في سوق الإعلانات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تراجعت إعلانات العقارات في الوسائط الإعلانية لصالح قطاعات أخرى أبرزها الاتصالات ومواد العناية الشخصية والمستلزمات الطبية، بعدما كانت العقارات تسيطر على نحو نصف الإنفاق الإعلاني في المنطقة خلال السنوات 2003-2008. وبين تقرير شركة المزايا القابضة أن الأحداث التي تمر فيها الدول العربية والتوترات الجيوسياسية كان لها دورا في التأثير في العقارات خصوصا في بلدان مثل مصر وسوريا وتونس وليبيا واليمن، ما انعكس كذلك على سوق الإعلانات خصوصا في دولة مثل مصر التي كانت العقارات والاتصالات تسيطر على حصة مؤثرة في سوق الإعلانات خلال السنوات الماضية. وكانت مصر متصدرة لسوق الإعلانات في الوطن العربي حيث بلغ مجموع الإنفاق على الإعلانات نحو 1.49 مليار دولار، مرتفعا عما حققته مصر خلال عام 2009 حيث كان حجم الإنفاق يساوي 1.2 مليار دولار مما يعكس ارتفاعا إيجابيا بنسبة 24%. وفي سياق متصل شهدت السعودية نموا ملحوظا في الإنفاق الإعلاني بلغ 11% في الربع الأول من 2011، في وقت تراجع فيه الإنفاق العربي على الإعلان نتيجة للإضرابات التي تحدث في بعض دول المنطقة حاليا، وفيما ذكرت دراسة أعدتها مؤسسة بارك للبحوث والدراسات الاستشارية فإن الإنفاق الإعلاني على التلفزيون في المملكة العربية السعودية انخفض بنسبة 21% في 2010 بينما زادت إعلانات الصحف بنسبة 6% كما ارتفعت إعلانات المجلات بنسبة 11% وزادت إعلانات الطرق بنسبة 22%، في حين سجل الإنفاق الإعلاني في المحطات الإذاعية (الراديو) انخفاضا كبيرا بنسبة 46%. فيما، كانت بعض الدول العربية التي سجلت أكبر انخفاض في الإنفاق الإعلاني خلال الربع هي مصر بنسبة 51%، والبحرين والأردن بنسبة 21% لكل منهما. وحقق حجم الإنفاق الإعلاني في السوق السعودية ما قيمته 1.17 مليار دولار خلال العام 2010 بزيادة بنسبة 6% عن عام 2009 الذي حقق 1.1 مليار دولار، في وقت سجل الإنفاق الإعلاني في المنطقة العربية نمواً في العام 2010، بنسبة قدرها 24% ليصل إلى 13.7 مليار دولار. واعتبر التقرير أن تراجع العقارات فتح الباب واسعا أمام تصدر شركات الاتصالات الإنفاق الإعلاني بحصة 17% من مجمل السوق الإعلانية في الوطن العربي حيث سجلت معدل نمو قدره 56% في العام الماضي 2010. لذلك قادت شركات الاتصالات الإنفاق الإعلاني في دول المنطقة للنمو بنحو 24% على أساس سنوي في عام 2010 في المنطقة ليصل إلى 13.7 مليار دولار. وكشفت الدراسة التي أصدرها المركز العربي للبحوث والدراسات الاستشارية «بارك»، عن أن كل الأسواق في المنطقة شهدت انخفاضًا، باستثناء الإمارات، حيث أدى التدهور في القطاع العقاري إلى انخفاض عام بلغ 3% بالمقارنة مع انخفاض بنحو27% تم رصده في عام 2009. وقد تصدرت الاتصالات السلكية واللاسلكية أعلى الترتيب بين قطاعات الإعلان في المنطقة بحصة قدرها 17%، حيث سجلت زيادة قوية في الإنفاق بأكثر من 56 % عن العام الماضي. وتراجعت مستحضرات النظافة من المرتبة الأعلى التي كانت تتمتع بها إلى المرتبة الثانية، إذ ارتفعت بمقدار 25% فقط، ويعمل القطاع الحكومي جاهداً للاحتفاظ بالترتيب الثالث.