أعلنت المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا أمس، بدء تسجيل الناخبين وتحديث السجل الانتخابي، وذلك بعد أن وقعت نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا السيدة ماريا فال ريبيرو مع رئيس المفوضية عماد السايح على برنامج للدعم التقني وبناء قدرات المفوضية خلال الانتخابات المقبلة. وأعلن السايح بدء تسجيل الناخبين منذ يوم أمس، واستمراره لمدة 60 يوماً، فيما يبدأ تسجيل الليبيين في الخارج في مطلع شباط (فبراير) 2018. وأعرب السايح عن تقدير «شركائنا الدوليين لدعمهم المستمر للمفوضية على مدى السنوات ال6 الماضية، كما نرحب بتوقيع مشروع دعم الانتخابات مع الأممالمتحدة».من ناحيته، هنأ الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة، المفوضية الوطنية العليا للانتخابات «لما تتمع به من استقلالية ونزاهة ومهنية»، مؤكداً استعداد الأممالمتحدة لتقديم الدعم الفني والاستشاري واللوجيستي. وصرح بأن «الانتخابات تستوجب قبولاً مسبقاً من كل الأطراف الليبية بنتائج الانتخابات». وأضاف سلامة خلال مؤتمر صحافي عقده في طرابلس مع السايح، أن «3 شروط يجب أن تتحقق لإجراء الانتخابات، وهي شرط تقني، وشرط تأمين أكبر اشتراك ممكن من الليبيين في الانتخابات، إضافة إلى شرط اشتراعي، وهو سنّ القانون اللازم لتنفيذ العملية الانتخابية». وأوضح سلامة أن «لا بديل عن الانتخابات، فهي جزء من خطة عمل البعثة الدولية»، مشيراً إلى «ضرورة تشكيل حكومة مستقلة تهتم بالأمور المعيشية، كمشكلة نقص السيولة، والنظر في وضع المؤسسات العامة وصيانتها». والتقى سلامة في وقت لاحق أمس، إعلاميين وصحافيين ومحررين في «متحف ليبيا» (قصر الملك سابقاً) في طرابلس للاستماع الى آرائهم وشواغلهم والاطلاع على أفضل السبل التي يمكن أن تساعد بها الأممالمتحدة لإخراج ليبيا من أزمتها. وناقش المجتمعون قضايا الإنتخابات والفساد وتوحيد مؤسسات الدولة والوضع الإقتصادي والمالي المتدهور والملتقى الوطني. على صعيد آخر، كثفت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة وتيرة إعادة المهاجرين إلى بلدانهم من ليبيا وتستهدف إجلاء ما يصل إلى 15 ألفاً في كانون الأول. ويُعدّ تسريع إعادة المهاجرين، محاولةً لتخفيف الزحام الشديد في مراكز الاحتجاز حيث تضخمت الأعداد بعدما توقفت إلى حد بعيد هذا العام رحلات القوارب إلى إيطاليا من صبراتة، مركز تهريب المهاجرين في ليبيا. ونقلت المنظمة الدولية للهجرة أكثر من 14500 مهاجر إلى بلدانهم الأصلية حتى الآن هذا العام، في إطار برنامج للعودة الطوعية. وشهدت نيجيريا وغينيا وجامبيا ومالي والسنغال أعلى أرقام للعائدين. وزادت تدفقات المهاجرين عبر ليبيا منذ 2014 حيث عبر أكثر من 600 ألف شخص البحر المتوسط إلى إيطاليا خلال السنوات ال 3 الماضية. لكن رحلات القوارب من ساحل ليبيا تراجعت بشدة في تموز (يوليو) الماضي، عندما بدأت جماعات مسلحة في صبراتة منع القوارب من المغادرة. وتأمل المنظمة في انطلاق 3 رحلات جوية يومياً بحلول 11 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، على أن يرتفع العدد إلى 5 رحلات بحلول 15 من الشهر. ونُقل نحو 400 مهاجر أول من أمس، إلى بلدهم نيجيريا على متن رحلتين من العاصمة طرابلس ومدينة مصراتة في غرب ليبيا.