في سيناريو شبه يومي، تشهد سواحل البحر الأبيض تحديدا ساحل مدينة صبراتة الواقعة غرب ليبيا، عمليات انتشال واسعة قدّرت آخرها ب120 جثة من جنسيات مختلفة أغلبها إفريقية وإنقاذ عدد آخر من المهاجرين غير الشرعيين متجهين إلى أوروبا. وقال رئيس بلدية مدينة صبراتة، حسين الذوادي، إن هذه الظاهرة تفاقمت في ساحل المتوسط بسبب انعدام الأمن في ليبيا وضعف قبضة الدولة على مسالك الهجرة وتجارة البشر، لافتا إلى أن صبراته أصبحت مسلكا للمهاجرين لأن إمكانات الدوريات غير كافية لمواجهة هذه الأزمة. وأضاف أن التقلبات السياسية والصراع المسلح في ليبيا ساعدت المهربين على استقطاب الناس وإغرائهم بالهجرة عبر زوارق الموت، مشيرا إلى أن شبكات التهريب تجلب المهاجرين من أنحاء متفرقة بإفريقيا خاصة جنوب الصحراء إلى الساحل. القادمون من إفريقيا أحصت المنظمة الدولية للهجرة ضحايا هذه الأزمة بثلاثة آلاف مهاجر قتلوا في محاولة عبور البحر المتوسط هذا العام وهم يحاولون الوصول إلى إيطاليا من شمال إفريقيا وتحديدا ليبيا قادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء. وذكرت المنظمة أن قرابة 90 ألف مهاجر عبروا البحر المتوسط وصولا إلى إيطاليا حتى الأسبوع الجاري، وهي زيادة بواقع 14% عن العام السابق، مشيرة إلى أن قوارب الموت تنطلق من الساحل قرب صبراتة. وبحسب آخر حصيلة للمفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة التي تعود إلى ما قبل العمليتين الأخيرتين، فإن 89 ألف مهاجر وصلوا إلى السواحل الإيطالية منذ بداية العام، وهي حصيلة مشابهة للعدد المسجل بين يناير ويوليو 2015 والذي كان بلغ 93 ألف مهاجر. كوارث إنسانية وصرح متحدث باسم خفر السواحل، بأن المهربين أرسلوا ما لا يقل عن 26 قاربا صوب إيطاليا في أحدث موجة تدفق للمهاجرين الفارين من الحرب والفقر في إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، مبينا أن مهربي البشر الذين يعملون في دول شمال إفريقيا يستغلون فرصة هدوء الأمواج ودفء الطقس لزيادة نشاطهم. وقالت مصادر إنه في مقابل ما أسهم فيه الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا وغلق طريق البلقان من إيقاف أو تراجع وصول مهاجرين إلى اليونان، فإن تدفق المهاجرين القادمين من غرب إفريقيا والقرن الإفريقي باتجاه إيطاليا عبر ليبيا، مستمر وينبئ بكوارث إنسانية. صدمة المبعوث الأممي من جانبه، قال المبعوث الأممي لدى ليبيا مارتن كوبلر، في منشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، إنه صعق من القصص التي أخبره بها رئيس بلدية صبراتة الليبية عن جثث المهاجرين التي تجرفها الأمواج إلى الشاطئ، مشيرا إلى أنه يجب اتخاذ إجراءات عاجلة حول الهجرة غير الشرعية. وفي نفس السياق، قالت مصادر إن حكومة الوفاق الليبية المدعومة من الأممالمتحدة تعمل على التصدي للهجرة، لكنها تجد صعوبة في التعامل مع التحديات الأمنية والاقتصادية المعقدة ولا تزال تواجه معارضة سياسية من الداخل ما يعرقل نشاطها حتى في مكان تواجدها بالعاصمة طرابلس.