على رغم التحذيرات الواسعة التي أصدرتها السعودية والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي وتركيا، أعلن عدد من زعماء المنطقة بينهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم (الثلثاء)، أن الرئيس الأميركي أبلغهم بأنه يعتزم نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدسالمحتلة. وقالت الرئاسة الفلسطينية في بيان: «تلقى رئيس دولة فلسطين محمود عباس، اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إذ أطلع الرئيس، على نيته نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس». وأضاف البيان أن عباس «حذر من خطورة تداعيات مثل هذا القرار على عملية السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم». وأعلن نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئيس الفلسطيني أن عباس حض البابا فرنسيس والرئيسين الروسي والفرنسي والعاهل الأردني على التدخل للوقوف حائلاً ضد نية ترامب المعلنة نقل السفارة الأميركية إلى القدس. وقال أبو ردينة: «الرئيس أبو مازن أجرى اليوم سلسلة اتصالات مهمة مع الرئيس بوتين ومع بابا الفاتيكان ومع الملك عبد الله ومع الرئيس الفرنسي ماكرون وكان موقفه واضحاً القدسالشرقية عاصمة لدولة فلسطين وفق قرارات الشرعية الدولية والشرعية العربية وفق القانون الدولي». وذكرت «وكالة الأنباء السعودية» (واس) أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأميركي جرى خلاله بحث العلاقات بين البلدين وتطورات الأوضاع في المنطقة والعالم. وأكد الملك سلمان لترامب أن «أي إعلان أميركي في شأن وضع القدس يسبق الوصول إلى تسوية نهائية سيضر بمفاوضات السلام ويزيد التوتر في المنطقة»، موضحا أن سياسة المملكة كانت ولا تزال داعمة للشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية. وشدد خادم الحرمين على أن «من شأن هذه الخطوة الخطرة استفزاز مشاعر المسلمين كافة حول العالم نظراً لمكانة القدس العظيمة والمسجد الأقصى القبلة الأولى للمسلمين». وقالت الرئاسة المصرية في بيان ان الرئيس عبد الفتاح السيسي أبلغ ترامب بأنه لا داعي إلى «تعقيد» الوضع في الشرق الأوسط بعدما اتصل به ترامب للتحدث في شأن اعتزامه نقل السفارة الأميركية إلى القدس. وقال البيان إن السيسي حذر ترامب من القيام بإجراءات من شأنها أن تقوض فرص السلام في الشرق الأوسط. وجاء في البيان: «أكد الرئيس (السيسي) على الموقف المصري الثابت في شأن الحفاظ على الوضعية القانونية للقدس في إطار المرجعيات الدولية والقرارات الدولية ذات الصلة». من جهته، أفاد الديوان الملكي الأردني في بيان بأن فان ترامب اتصل هاتفياً بالملك عبد الله الثاني وأطلعه «على نيته بالمضي قدماً في نقل سفارة الولاياتالمتحدة إلى القدس». وحذر الملك من جهته ترامب من «خطورة اتخاذ أي قرار خارج إطار حل شامل يحقق إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية» مؤكدا ان «القدس هي مفتاح تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم». وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن الأردن يعتزم الدعوة لاجتماع طارئ للجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي السبت والأحد المقبلين لبحث كيفية مواجهة التداعيات «الخطرة» لقرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس. وأضاف: «ستدعو المملكة لعقد اجتماعين طارئين لمجلس وزراء جامعة الدول العربية السبت المقبل ووزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي الأحد المقبل لتنسيق المواقف العربية والإسلامية إزاء تبعات القرار». وأفاد الوزير بأن المملكة تجري مشاورات مع الدول الأعضاء في الجامعة العربية بصفتها رئيس القمة العربية وكذلك مع تركيا التي تتولى رئاسة منظمة التعاون الإسلامي. وقال الصفدي: «القدس قضية فلسطينية - أردنية - عربية - إسلامية - مسيحية ومصير القدس يجب أن يقرر في مفاوضات الوضع النهائي وتعتبر كل الإجراءات الأحادية في القدس باطلة ولاغيه». وفي موسكو، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصل هاتفياً بالرئيس الفلسطيني عباس ليبلغه تأييد روسيا لاستئناف المحادثات بين إسرائيل والسلطات الفلسطينية بما في ذلك وضع القدس. ولم تتوافر تفاصيل أخرى في شأن هذه المسألة.