كرّرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي انتقادها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد إعادته تغريدات «كريهة» ضد المسلمين، لكنها رفضت دعوات الى إلغاء زيارته بريطانيا العام المقبل، مشددة على أهمية العلاقات التاريخية بين لندنوواشنطن. وكان ترامب أعاد نشر تغريدات على موقع «تويتر» لجايدا فرانسن، نائب رئيس مجموعة «بريطانيا أولاً» اليمينية المتطرفة، وتتضمّن تسجيلات فيديو تستهدف إظهار «عنف» يرتكبه مسلمون. وشكرت فرانسن الرئيس الأميركي، معتبرة أن «الرسالة المهمة هي أن دونالد ترامب على علم بالاضطهاد والملاحقة القضائية لزعيم سياسي في بريطانيا، بسبب ما تقول الشرطة إنه خطاب مناهض للمسلمين». وغُرِّمت فرانسن عام 2016 نحو ألفي جنيه استرليني بعد إدانتها بإهانة امرأة محجبة في لندن. لكنّ ناطقاً باسم ماي اعتبر الأربعاء أن ترامب «ارتكب خطأً»، لافتاً الى أن حزب «بريطانيا أولاً يسعى الى بثّ الفرقة في المجموعات السكانية، عبر استخدام عبارات كراهية تنشر أكاذيب وتؤجّج توتراً»، ما «يزعج ملتزمي القانون». وعلّق الرئيس الأميركي عبر «تويتر»: «تيريزا ماي لا تركّزي عليّ. ركّزي على الإرهاب الإسلامي الراديكالي المدمّر داخل المملكة المتحدة. نحن على أفضل ما يرام!». وردّت ماي أمس، إذ كررت أن «إعادة بثّ فيديوات بريطانيا أولاً على تويتر كانت خطأً»، واستدركت: «لدينا علاقة خاصة على المدى الطويل (مع الولاياتالمتحدة)، وهي علاقة ستستمر، إذ إن ذلك في مصلحة البلدين». وأضافت: «لا نخاف من أن نقول أين نعتقد بأن الولاياتالمتحدة أخطأت، وأن نكون شديدي الوضوح معها». واعتبرت أن التسجيلات «كريهة» وتبثّ الفرقة، وزادت: «أتحدث بوضوح شديد عندما أقول إن إعادة نشر المقاطع على تويتر، نقلاً عن بريطانيا أولاً، كانت خطأً». واستدركت أن زيارة الدولة المرتقبة لترامب الى بريطانيا العام المقبل ستتم، وتابعت: «وُجهت دعوة وقُبلت. يجب أن نحدد موعداً لها». وكان ناطق باسم ماي علّق على تغريدة ترامب بوجوب التركيز على «الإرهاب الإسلامي الراديكالي المدمّر»، قائلاً: «الغالبية العظمى من المسلمين في هذا البلد تلتزم القانون وتبغض التطرف بكل أشكاله. كانت رئيسة الوزراء واضحة في وجوب محاربة التطرف الإسلامي مباشرة أينما وُجد. نعمل بجدية لتنفيذ ذلك في الداخل ودولياً، ومع شركائنا الأميركيين». أما وزيرة الداخلية البريطانية أمبر راد فكرّرت وصف نشر ترامب التسجيلات ب «خطأ»، وأضافت أمام مجلس العموم (البرلمان): «أعتقد بأننا ربما نصغي للانتقاد من أصدقائنا أكثر من الآخرين الذين لا تربطنا بهم علاقة. لذا آمل بأن تُحدث تصريحات رئيسة الوزراء تأثيراً في الرئيس» الأميركي. واستدركت قائلة: «كَمْ هي ثمينة الصداقة بين أمّتينا». وذكّرت ب «أهمية» العلاقات الثنائية والضرورة «الحيوية» لمشاركة المعلومات التي «لا شك في أنها أنقذت حياة بريطانيين». لكن ما فعله ترامب أثار ردود فعل عنيفة في بريطانيا، ودعوات الى إلغاء زيارته المملكة المتحدة. وكتب زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربن على «تويتر»: «أتمنى أن تندد حكومتنا بإعادة نشر دونالد ترامب تغريدات اليمين المتطرف. هم كريهون وخطرون ويمثلون تهديداً لمجتمعنا». وطالب نواب بريطانيون ترامب باعتذار، فيما دعا رئيس بلدية لندن صادق خان الى إلغاء زيارته المملكة المتحدة، متحدثاً عن «خيانة للعلاقات الخاصة بين بلدينا». وأضاف أن «الرئيس ترامب استخدم تويتر للترويج لحزب مقيت لا يهدف سوى الى زرع شقاق وكراهية في بلدنا». كما ندد مشرّعون ديموقراطيون في الولاياتالمتحدة بتصرّف ترامب، إذ قال النائب جيم هايمز: «لدينا أكثر من 3 ملايين أميركي مسلم». واعتبر النائب الديموقراطي دون باير أن «مشاهدة هذا المقدار من كراهية الإسلام، لدى رئيس بلد يحمي الحرية الدينية ويقيم فيه ملايين المسلمين، هي أمر صادم ومروع». روسيا - أميركا الى ذلك، نبّه رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف الى أن العلاقات بين بلاده وواشنطن في أسوأ حالة يمكنه تذكرها، معتبراً أن المناخ السياسي تجاه روسيا في الولاياتالمتحدة يذكّره بخمسينات القرن العشرين عندما أطلق السيناتور الأميركي جوزف مكارثي حملة ضد «مؤيّدي الشيوعية» في الولاياتالمتحدة. وقال مدفيديف الذي التقى ترامب في مانيلا الشهر الماضي، إنه والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجدا ترامب «شخصية سياسية ودودة مستعدة لإقامة اتصالات شاملة، وردود الفعل عنده معقولة تجاه كل شيء». واستدرك متهماً ساسة أميركيين باستغلال «ورقة روسيا» لتحقيق مآربهم الخاصة والتأثير في موقف ترامب إزاءها. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تحدث عن «تصرّفات كثيرة جامدة» لفريق ترامب، لافتاً الى «اختلاف ضئيل عن خط (الرئيس الأميركي السابق) باراك أوباما». وسحبت السلطات الأميركية ترخيص شبكة «روسيا اليوم» المملوكة للدولة الروسية، والتي أُرغمت على التسجل بوصفها «عميلاً أجنبياً»، ما سيحرمها من تغطية أعمال الكونغرس في واشنطن. قضية فلين: مولر استجوب كوشنر أفادت وكالة «أسوشييتد برس» بأن فريق المحقق الخاص روبرت مولر استجوب جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في شأن المستشار السابق للأمن القومي في البيت الأبيض مايكل فلين. ونقلت عن شخص مطلع على التحقيق قوله إن استجواب كوشنر الشهر الماضي استغرق نحو 90 دقيقة، وكان يستهدف جزئياً تحديد هل لدى كوشنر معلومات تبرّئ فلين من اتهامات موجهة إليه في شأن «تدخل» موسكو في انتخابات الرئاسة الأميركية واحتمال «تواطؤها» مع حملة ترامب. وأضاف أن شهوداً في البيت الأبيض سُئلوا في شأن معرفتهم بفلين الذي أُرغم على الاستقالة من منصبه مستشاراً للأمن القومي في شباط (فبراير) الماضي، بعدما خلص مسؤولون إلى أنه ضلّلهم في شأن اتصالاته بالسفير الروسي السابق في واشنطن سيرغي كيسلياك. كما يُتهم فلين بالتخطيط، مع أتراك مقربين من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لخطف الداعية المعارض فتح الله غولن، المقيم في الولاياتالمتحدة منذ عام 1999، والذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة العام الماضي.