تتجه منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) غداً لإجراء محادثات أصعب مما هو متوقع في شأن سياستها، وسط مخاوف من أن تتجاوز جهودها لإعادة التوازن إلى سوق النفط الأثر المرجو منها وتحدث نقصاً في الأسواق العالمية بما يؤدي إلى مزيد من ارتفاع الأسعار. وقال وزير الطاقة الإماراتي سهيل بن محمد المزروعي أمس في دبي قبل التوجه إلى فيينا «الاجتماع لن يكون سهلاً، ودائماً نبحث خيارات مختلفة». يذكر أن «أوبك» وروسيا وتسعة منتجين آخرين يخفضون إنتاج النفط نحو 1.8 مليون برميل يومياً حتى نهاية آذار (مارس) 2018 وسيناقشون غداً تمديد الاتفاق. وتتوقع السوق على نطاق واسع أن تمدد المنظمة خفض الإنتاج حتى نهاية عام 2018، لكن شكوكاً ثارت خلال الأيام الأخيرة حول هذا الأمر. ولمّحت السعودية أكبر منتج في «أوبك» إلى أنها تريد تداول الخام عند نحو 60 دولاراً للبرميل. وتريد الحكومة الروسية أيضاً أن تكون أسعار الخام مرتفعة قبل الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في آذار 2018. لكن مسؤولين في موسكو عبروا عن مخاوفهم من أن يؤدي ارتفاع أسعار النفط أكثر إلى تعزيز الروبل، ما قد يقوّض تنافسية الاقتصاد الروسي. ومع ارتفاع النفط فوق 60 دولاراً للبرميل، سارع المنتجون الأميركيون بقوة إلى التحوط لإنتاجهم في المستقبل، ما أثار مخاوف من ارتفاع جديد لإنتاج النفط الصخري في الولاياتالمتحدة. وأعلن بنك «غولدمان ساكس»، الأكثر نشاطاً في تداول السلع الأولية وتحوط منتجي الخام، أن نتيجة اجتماع «أوبك» تغلّفه الضبابية مضيفاً «يرجع غياب مثل هذا الإجماع إلى الضبابية في شأن مدى التقدم نحو إعادة التوازن إلى سوق النفط فضلاً عن تداول برنت عند 63 دولاراً للبرميل». إلى ذلك، واصلت أسعار النفط التراجع أمس، من أعلى مستوياتها في سنتين الذي بلغته الأسبوع الماضي. وتوقع «غولدمان ساكس» أن تهبط أكثر هذا الأسبوع. وفي موسكو، أفادت مصادر بأن إنتاج النفط من مشروع سخالين-1 الذي تديره «أكسون موبيل» الأميركية في أقصى شرق روسيا من المنتظر أن يرتفع بمقدار الربع تقريباً بدءاً من كانون الثاني (يناير) ما ينبئ بأن موسكو قد تجد صعوبة في الالتزام بخفض الإنتاج.