انخفضت أسعار النفط أمس تحت ضغط مخاوف من أن تكون خفوضات الإنتاج من جانب كبار المصدرين في العالم غير كافية للتخلص من تخمة المعروض التي دفعت الأسواق للهبوط على مدار ثلاث سنوات. وانخفض خام القياس العالمي مزيج «برنت» 45 سنتاً للبرميل إلى 51.84 دولار، بعدما زاد 14 سنتاً أول من أمس. ونزل الخام الأميركي الخفيف 25 سنتاً إلى 49.55 دولار للبرميل. واتفقت «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) ومنتجون من خارجها بينهم روسيا الأسبوع الماضي، على تمديد خفوضات الإنتاج حتى نهاية الربع الأول من 2018، أي لفترة تسعة أشهر إضافية. وستستمر المنظمة والمنتجون من خارجها في خفض الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل عن مستواه في نهاية العام الماضي. لكن الخفوضات لم تقلّص المخزون كثيراً وانخفض السعر بعد الإعلان عن اتفاق «أوبك». وجدد مجلس الوزراء السعودي التأكيد على سياسة المملكة بشأن التعاون مع كبار منتجي النفط لإعادة التوازن إلى الأسواق والحد من التقلبات. وأكد بيان صادر عن مجلس الوزراء نشرته «وكالة الأنباء السعودية» الرسمية (واس) أول من أمس، أن «المجلس يؤكد على سياسة المملكة البترولية الداعمة للتعاون مع الدول المنتجة الرئيسة لإعادة التوازن إلى أسواق البترول العالمية والحد من التذبذبات في الأسواق بما يضمن مصالح المنتجين والمستهلكين». إلى ذلك، قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، إن تعزيز العلاقات مع «أوبك» يتيح إمكانات تنفيذ مشاريع جديدة مشتركة في قطاعي المنبع والمصب وفقاً لبيان صادر عن وزارة الطاقة الروسية. في سياق منفصل، أكدت مؤسسة «غولدمان ساكس» لبحوث الأسهم، أن الأمر يستلزم بقاء عقود النفط الآجلة لعامي 2018 و2019 عند 50 دولاراً للبرميل أو دون ذلك، للحؤول دون مزيد من النمو في إنتاج النفط الصخري، وتشجيع «أوبك» على إبقاء حركة السوق في نطاق ضيق. وأضافت أن الإشارة السعرية المتمثلة في وصول أسعار العقود الآجلة لعامي 2018 و2019 إلى 50 دولاراً أو أقل الآن أو بلوغ الأسعار الفورية 50 دولاراً في 2018، يمكن أن يساعد على إحداث توازن في السوق من خلال خلق بيئة تكبح إنتاج «أوبك» أو الإنتاج الصخري أو كليهما. وتوقعت المؤسسة وصول متوسط أسعار خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في 2017 إلى 52.92 دولار للبرميل هذه السنة، مقارنة ب54.80 دولار للبرميل في وقت سابق، وإلى 55 دولاراً للبرميل في 2018 من دون تغيير عن التقديرات السابقة. في المقابل، توقعت وصول متوسط أسعار خام «برنت» في العام الجاري إلى55.39 دولار للبرميل مقارنة ب 56.76 دولار للبرميل في وقت سابق، وإلى 58 دولاراً للبرميل في 2018 من دون تغيير عن التقديرات السابقة. كما توقعت أن يسجل برميل النفط من خام غرب تكساس الوسيط 50 دولاراً في 2018- 2020. وأضافت أنها ما زالت تتوقع مكاسب إنتاجية في النفط الصخري عند ما يتراوح بين ثلاثة وعشرة في المئة حتى نهاية هذا العقد، ما قد يقلص سعر تعادل النفط الصخري إلى ما بين 38 و46 دولاراً لبرميل خام غرب تكساس الوسيط من بين 48 و51 دولاراً للبرميل. في سياق منفصل، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة النفط والغاز النمساوية «أو أم في» راينر سيلي للصحافيين إن «المجموعة شهدت استقراراً في أنشطتها في الربع الثاني بعد أن جاءت نتائج الربع الأول أفضل من التوقعات، ما دفع أسهمها للصعود إلى أعلى مستوى في تسعة أعوام». وأضاف سيلي في تصريحات صدرت أمس: «رأينا بشكل أساسي استقراراً في الأنشطة في نيسان (أبريل) وأيار (مايو). من ثم نتوقع أن يستمر التطور للمجموعة». وفيما يخص أبوظبي، مقر ثاني أكبر مساهم في المجموعة، قال سيلي إن «الشركة تمعن التفكير في كيفية تحقيق توازن بين نمو الإنتاج والتنقيب من جانب، وأنشطة التكرير والتسويق من جانب آخر».