شنّ رئيس نادي الوحدة السابق عضو الشرف الحالي عبدالوهاب صبّان هجوماً حاداً على المدرب المصري مختار مختار والجهاز الفني المساعد له والجهاز الإداري الذي وجد على دكة البدلاء في ليلة الخماسية الشهيرة من الهلال في نهائي كأس ولي العهد، مشدداً على أنهم خذلوا جماهير الوحدة وأهالي مكة الذين زحفوا بشيبانهم وشبابهم وأولادهم إلى مدرجات الشرائع منذ ساعات الظهيرة، وقال الصبّان في تصريح خاص إلى «الحياة» أمس: «ما حدث ليس خسارة عابرة، أو فقداناً للكأس الغالية، وإنما فضيحة مذلة جلبت لنا مأساة حقيقية وجعلتنا نعيش في دوامة كبيرة من الحزن والأرق والهمْ والقلق، ولا أقول غير حسبنا الله ونعم الوكيل على من جعلنا نظهر بذلك الشكل المتهالك أمام الملايين الذين كانوا يشاهدون المباراة من كل مكان، وأتمنى ألا يمر ما حدث مرور الكرام، وأن يحاسب كل من تسبب في هذه الفضيحة والكارثة الفعلية، ولكن المصيبة من الذي سيُحاسب في النادي، وكيف سيتم الحساب بعد هذه المهزلة التاريخية». وأضاف: «عشنا في سراب منذ التأهل لنهائي الكأس، وجعلونا ندخل في أحلام وردية، ونسترجع ذكريات الماضي الجميل، وأكدوا لنا أنهم سيُعيدوا كتابة التاريخ من جديد، وأن الكأس ستكون وحداوية في ملعب الشرائع بعد التحديات التي أطلقها المدرب مختار مختار، ولكن للأسف لم نجد لا تاريخاً ولا جغرافيا، ووجدنا فريقاً يسقط بشكل مُريع، ومدرباً يرفع راية الاستسلام قبل لاعبيه، وجهازاً فنياً وإدارياً لا يحرك ساكناً على الدكة وكأنه يبارك خطوات المدرب الذي لم يحترم الفريق المنافس، ولم يحترم مشاعر جميع الوحداويين لتأتي الفاجعة وبخماسية كانت قابلة للزيادة في ظل الوضع المأسوي الذي كان عليه الفريق في أرض الميدان». وواصل الصبان حديثه عن المدرب المصري مختار مختار: «لو أتينا بأي مدرب مبتدئ في العالم كان سيعمد إلى إقفال الملعب أمام الهلال، نظراً لفارق الإمكانات والقدرات بين الفريقين في كل شيء، فالهلال صاحب المركز الأول في الدوري ونحن في المركز ال12 ولا مجال للمقارنة، والهلال يملك أفضل اللاعبين والمحترفين من دون منازع، وفريق مهيأ لتحقيق البطولات والإنجازات في كل وقت وزمان حتى لو أتى بالبواب الذي يحرس مداخل النادي لتدريبه، ولكن مدربنا كان له رأي آخر، ولعب بخطة هجومية وفتح الملعب للمنافس وكأنه يواجه فريقاً من الدرجة الأولى، وكان مدرب الهلال كالديرون ذكياً عندما طالب لاعبيه باستنزاف لاعبي الوحدة في الشوط الأول ولعب بأقل مجهود وبجمل تكتيكية أرهقت لاعبينا، وفي الشوط الثاني كان من الأولى لمدربنا أن يعالج الخلل ويدعم الدفاع والوسط حتى يحافظ على هوية الفريق، ولكن لم يحرك ساكناً وقفل كومبيوتره تماماً، وتوالت الأهداف وهنا أعتب على المساعدين ومن يجلسون بجانب المدرب الذين لم يتحركوا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعدما شاهدوا المدرب يعاني من جمود فكري، وأخذوا موقف المتفرج وكأن المباراة وسمعة الوحدة لا تعنيهم في شيء لتحدث الكارثة المأسوية». وعرج الصبان بالحديث حول التهيئة النفسية غير الجيدة للاعبين قبل النهائي: «التهيئة النفسية لم تكن سليمة، وإلادارة الوحداوية أشعرت الجميع بأن الفريق سيأخذ البطولة على رغم الخسائر المتوالية منذ التأهل لنهائي الكأس، وهذا الشعور تولد لدى اللاعبين دون مراعاة لقوة الفريق المنافس، ولذا زحف الوحداويون وأهالي مكة بشيبانهم وشبابهم وأولادهم إلى مدرجات الشرائع منذ ساعات الظهيرة، ليفاجئوا بالحقيقة المرة على أرض الواقع، وأن فريقهم ينهار بشكل مفجع رافعاً راية الاستسلام، وهذا ما آلمنا كثيراً وجعل الكثير من البيوت الوحداوية والمكية تنام حزينة بعدما اكتشفت الواقع المأسوي للفريق». وختم الصبّان تصريحه ل«الحياة» بقوله: «المهم الآن ان تنتشل إدارة النادي اللاعبين من هذه الكارثة، وألا تحدث نكسة في المباريات المقبلة، لأن الدوري على النهاية ومركزنا في المؤخرة، ويجب عدم تحميل اللاعبين أكثر من طاقاتهم وعدم الضغط عليهم لأن هذه إمكاناتهم الفنية، والبقاء في دوري زين أهم من كأس ولي العهد، وبقي لنا مباريات حاسمة ومصيرية وأتمنى أن يستشعر اللاعبون مسؤوليتهم كاملة وأن ينسوا مباراة النهائي ويفكروا جدياً في ناديهم وموقف الفريق في سلّم الترتيب».