زوّار مختلفون حلّوا على مركز «سانت جود» لمرضى سرطان الأطفال في بيروت. فللمرّة الأولى يدخل أدباء مركزاً كهذا يقرأون من أعمالهم على مسامع الأطفال، ليأخذوهم الى عالم جميل بعيد عن مرضهم. الأدباء إملي نصرالله ونازك سابا يارد وأمل فريجي وأمين الباشا، حلّوا ضيوفاً فقرأوا من نصوصهم التي كتبوها للأطفال في مبادرة من دار نلسن للنشر. وتحلّق الأطفال حولهم مأخوذين بالكلمات ودخلوا في معانيها وخيالاتها. وقالت مديرة المركز الطبي الدكتورة سمر موقت إن هؤلاء الأدباء الذين «قرأناهم صغاراً ووعينا على قصصهم، نراهم اليوم أمامنا كالحلم». واعتبرت أن للزيارة وقعاً إيجابياً على المركز وعلى الأطفال. وقال مدير دار نلسن للنشر سليمان بختي: «هذه المبادرة تقول إن أهل الكلمة والثقافة هم في قلب المعنى، وأنهم يعرفون الشوق ومعنى الألم ومعنى الحلم في لحظة تضامن إنساني». قرأت أولاً نازك سابا يارد من قصة وصفق لها الأطفال. ثم كانت قراءة مميزة بالصوت والصورة من أمل فريجي التي تباسطت مع الأولاد وجلست كما تفعل الجدّة في البيت. أما إملي نصرالله فقرأت بتميّز من «يوميات هر» ومن «آندا الخوته» وتفاعل الأطفال معها بفرح عندما عرفوا أن الحب جعل آندا تنطق وأن أهل القرية جميعاً هم أهلها. وفي عزّ قصة «يوميات هر» ظهرت في القاعة الطبية منى نصرالله ابنة الكاتبة التي ما إن رأتها حتى هتفت «هذه هي بطلة القصة». أما الرسام والكاتب أمين الباشا فقرأ عن الأميرة زهرة وكيف رسمها، متخيلاً انه يعرفها وأنها أخبرته قصتها. وسأل الأطفال عن الفرق بين اللون والكلمة. شعر الأطفال أن يومهم كان مختلفاً وانهم نسوا لساعة أو أكثر ما ينغصهم، وإن الحكايات شغلتهم. ثم قدم الأدباء ودار نلسن بعضاً من منشوراتهم هدية الى مكتبة «سانت جود».