عاد البطريرك الماروني بشارة الراعي الى بيروت أمس آتياً من روما، بعد زيارة التثبيت التقليدية التي قام بها الى الفاتيكان، ورافقه فيها عدد من رجال الدين ووزراء ونواب وممثلون عن أحزاب وتيارات سياسية. وأعلن الراعي في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، انه وجّه الى البابا دعوة الى زيارة لبنان لتطبيق الارشاد الرسولي. وأشار الى «ان لقاء الثلثاء والقمة الروحية الاسلامية - المسيحية خطوات من أجل الشركة والمحبة التي تقتضي منا النزول الى الارض وبناء وحدتنا وشركتنا مع بعضنا بعضاً، نبحث كل الخيارات ولا اسميها خلافات في السياسة لنصل الى اهداف انطلاقاً من الثوابت، تعالوا لنقيم الخيارات سوياً لتكون متكاملة، كل الطرق تودي الى بيروت مثلما نقول ان كل الطرق تودي الى روما، لا أحد يدعي ان خياره الافضل والاحسن والوحيد، المقصود ان نبني شركتنا الوطنية. لدينا مسؤولية مشتركة، لا نستطيع ان نعيش بالنزاعات، لنعش الشركة بالمحبة». وعن استعداده للقاء الأمين العام ل»حزب الله» السيد حسن نصر الله، قال الراعي: «ألا يستطيع البشر أن يتحاورا؟ أنا مستعد لأن أحاور الجميع وجهاً لوجه». وإذ أعرب عن تفاؤله، دعا الى الاسراع في تشكيل الحكومة لأن البلد «لا يتسطيع تحمل التأجيل، الدولة والمؤسسات مشلولة والجوع يتفاقم وهناك فقر الناس وترك مناصب شاغرة فوق المئات، لا يجوز تعطيل البلد من أجل منصب كبير، لا أريد التقليل من أي شيء، لكن لنضع الخير العام اولاً، من غير المسموح ان نعبث بشؤون بعضنا بعضاً وبمصيرنا والعالم العربي كله من حولنا يغلي، أحيي كل المسؤولين وأكن لهم الاحترام الكامل، لكن اتمنى ان تنتهي الامور لان الوزراء الذين سيأتون ليسوا من المريخ انما هم لبنانيون وقيمتهم بمقدار تفانيهم في محبة وطنهم ولا مقياس آخر». ويباشر الراعي بعد عودته، حركة لقاءات على مستوى المصالحات انطلاقاً من الشعار الذي رفعه «شركة ومحبة» تبدأ بلقاء مسيحي مصغر بعد غد الثلثاء وتحضيرات لقمة روحية إسلامية - مسيحية في 12 أيار (مايو) المقبل. وكان رئيس «المركز الكاثوليكي للإعلام» الأب عبدو أبو كسم الذي رافق الراعي في زيارة الفاتيكان، توقف عند ما قاله البابا بنديكتوس السادس عشر إلى البطريرك الماروني من أنه كان مسروراً لانتخاب البطريرك على رأس الكنيسة المارونية وأنه رأى كل اللبنانيين ملتفين خلف البطريرك الجديد، ما يشكل انطلاقة جديدة للعلاقة بين اللبنانيين. وأعلن أن البطريرك الراعي «سيبدأ بتنفيذ مقررات المجمع الماروني وبتنظيم الهيكلية للكنيسة المارونية وبأن الوقت هو للعمل». أما عضو كتلة «المستقبل» النائب هادي حبيش الذي شارك في الزيارة، فاعتبر أن زيارة البطريرك «كانت ناجحة وهو أكد أنه سيحاول لعب دور كبير لجمع كل الأطراف السياسية وهذه البوادر ستبدأ في الاجتماع الذي سيعقد قريباً في بكركي وستتوسع الاجتماعات لتشمل الأطياف السياسية كافة». وكان الاجتماع الذي عقده الراعي في مقر الوكالة البطريركية والمدرسة الحبرية المارونية في روما للشخصيات الدينية والسياسية والثقافية التي شاركت في تثبيت الشركة، خلص الى بيان شدد على تمسك البطريركية المارونية بالمبادئ والثوابت الوطنية والعمل بموجبها في نشاطات الكنيسة الروحية والراعوية والتربوية والاجتماعية.