قال البطريرك الماروني بشارة الراعي: «اننا نصلي منذ ان كلف رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي كي يعلن الحكومة فوراً لأن لبنان لا يحتمل عدم وجود سلطة تنفيذية تسيّر الأمور، فنحن بحاجة الى حكومة اصيلة تواجه التحديات وبخاصة مع ما يحصل في العالم العربي». غادر الراعي بيروت صباح امس متوجهاً الى الفاتيكان، في زيارة رسمية تستمر خمسة ايام، يقابل خلالها البابا بنديكتوس السادس عشر، للتعبيرعن الشركة الكنسية بين البطريرك ورئيس الكنيسة، وذلك في اول زيارة له للخارج منذ توليه السدة البطريركية. وكان في وداع البطريرك في المطار، وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال زياد بارود ممثلاً رئيس الجمهورية ميشال سليمان والمطران رولان ابو جودة ورئيس الرابطة المارونية جوزف طربيه. وغادر مع الراعي وفد موسع ضم وزيري العمل بطرس حرب والشؤون الاجتماعية سليم الصايغ والنواب: عباس هاشم، رياض رحال وهادي حبيش، رئيس المؤسسة المارونية للانتشار الوزير السابق ميشال اده، على رأس وفد من المؤسسة، وعدد من المطارنة ووفد اعلامي موسع. وتحدث الراعي في المطار فقال: «نغادر مع مجموعة من المطارنة والرؤساء العامين وشخصيات لبنانية متنوعة من مختلف المذاهب والانواع السياسية، حتى يكون الوفد اللبناني الذي يرافق البطريرك من اجل الشركة الكنسية ايضاً». وعما اذا كانت عباءة بكركي ستحتضن بعد عودته الى بيروت لقاء مسيحياً لتصفية القلوب بين السياسيين المسيحيين ومن ثم قمة روحية اسلامية - مسيحية لتجمع اللبنانيين تحت سقف بكركي قال: «انا اعلنت عن روحانية عملي مع المطارنة شركة ومحبة، وهذا الشعار لقي صدى كبيراً في قلوب كل الناس والقيادات السياسية والدينية لدى كل الطوائف والكنائس، وانا لا ادعو لأن يصير هناك لقاء لتصفية القلوب، فنحن شركة ومحبة ونحن نعيش معاً ونتعاون، وعلى الكنيسة والدولة ان تتعاونا معاً، وهذا ينطبق من خلال رؤساء الطوائف المسؤولين عن المبادئ والثوابت التي تجمع بين كل الناس، اما بالنسبة الى رجال السياسة فهم باستطاعتهم اتخاذ خياراتهم التطبيقية للثوابت، ولذلك فإن اي لقاء مستقبلاً سيتم ضمن هذه الروحانية». وعن امكان مباركته لتشكيل الحكومة برئاسة ميقاتي قال البطريرك: «نحن نصلي منذ تكليفه لتشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن، لان لبنان لا يحتمل ابداً اي تأخير بعدم وجود سلطة اجرائية تنفيذية تعالج الامور اليومية، فنحن في حاجة الى حكومة اصيلة تتحمل مسؤوليتها، فالبلد يتشتت والاقتصاد يتراجع، الشعب يهاجر والناس تجوع والتعيينات كلها واقفة، مراكز شاغرة، فنحن في أمس الحاجة الى حكومة تواجه الامور الكبيرة، وبخاصة اليوم في ظل ما يحدث في العالم العربي وحولنا، وهذا ما يقتضي منا أن نحزم امرنا ونعرف موقعنا ليس داخلياً فقط لأن للبنان دوراً كعنصر سلام وتهدئة في العالم العربي، فاذا لم يكن يوجد في لبنان حكومة تتخذ اجراءاتها وتتحمل مسؤولياتها فنحن اذاً نعيش في مرحلة ضياع وشلل». وعن تلاقيه مع الرئيس نبيه بري ومع ما شهده لبنان خلال الايام الماضية من تظاهرات لالغاء الطائفية السياسية، قال: «هذا الموضوع ليس بجديد، نحن لدينا اسئلة نطرحها دائماً، فماذا نعني بالطائفية السياسية، وعلينا ان نفهم اننا في لبنان لدينا شيء مميز عن كل العالم هو الميثاق الوطني، لذلك فإن الطائفية اذا كانت تعني الميثاق فهذا خراب للبنان، واذا كانت تعني الصيغة فهي تتطور، فإذاً ماذا نفهم بالطائفية السياسية، وماذا نلغي، وعندما نلغي ما هو البديل، ونحن مع الأطروحات لكن على مفهوم النقاط الثلاث وهذا موقفنا الدائم».