طرابلس، بنغازي (ليبيا) - رويترز، أ ف ب، ا ب - قال ناطق باسم المعارضة الليبية إن قوات الزعيم الليبي معمر القذافي قصفت مدينة مصراتة الساحلية بمئة صاروخ غراد على الأقل في وقت مبكر من صباح أمس السبت وذلك في ثالث أيام القصف العنيف الذي تتعرض له المدينة المحاصرة الواقعة تحت سيطرة المعارضين. وقال عبدالباسط أبو مزيرق ل «رويترز» في حديث هاتفي: «أطلقوا (قوات القذافي) صواريخ غراد على المنطقة الصناعية هذا الصباح. أطلق مئة صاروخ على الأقل. لم ترد تقارير تفيد بسقوط قتلى أو جرحى». وتحاصر القوات الحكومية الليبية مصراتة آخر جيب رئيسي في غرب ليبيا منذ أكثر من ستة أسابيع بعد أن انتفضت المدينة مع مدن ليبية أخرى ضد حكم القذافي المستمر منذ أربعة عقود من الزمن بحلول منتصف شباط (فبراير). وسقط أكثر من مئة صاروخ على المدينة أول من أمس وقال معارضون ان قوات الحكومة وصلت إلى وسط مصراتة. وقالت منظمة «هيومان رايتس ووتش» إن لديها دليلاً على أن قوات القذافي أطلقت قنابل عنقودية على مناطق سكنية في مصراتة. وبثت صوراً لما قالت إنه قنابل عنقودية إسبانية الصنع يمكنها أن تطلق قنابل مصممة للانفجار في صورة شظايا لتقتل عدداً قياسياً من الأشخاص. ورفض موسى إبراهيم وهو ناطق باسم الحكومة الليبية هذه الادعاءات، وقال إنه يتحداهم أن يثبتوها. وقال مسؤول في المنظمة الدولية للهجرة إن سفينة انقاذ يونانية نقلت نحو 1200 مهاجر إلى مدينة بنغازي الليبية في وقت متقدم الجمعة وهم مجرد جزء من اولئك العالقين في مدينة مصراتة المحاصرة ولا يزالون عاجزين عن الهرب. وتابع المسؤول جيريمي هسلم وهو منسق مساعدات في المنظمة الدولية للهجرة وكان على متن السفينة أنه يرجح وجود ما يتراوح بين ثمانية وعشرة آلاف مهاجر في مصراتة. وقال إن القصف جعل من المستحيل الوصول للعديد من المناطق في مصراتة. وأضاف: «لم نستطع الوصول إلى الأكثر احتياجاً من اولئك المحتاجين للخروج بسرعة لأن ذلك كان خطيراً للغاية». وأعلن موسى إبراهيم، الناطق باسم الحكومة الليبية، أن فريقاً من الصليب الأحمر وصل إلى مدينة مصراتة لإجراء تقويم للوضع. وأضاف للصحافيين في العاصمة طرابلس أن الجيش الليبي نقل الفريق إلى مكان ما في المدينة وان الصليب الاحمر انتقل إلى المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة. وتابع أن الفريق سيصدر تقريراً حول نتائجه الأولية لكنه لم يقدم مزيداً من التفاصيل. وذكر الصليب الأحمر يوم الإثنين انه سيفتح مكتباً له في طرابلس تلبية لدعوة من الحكومة الليبية وانه سيرسل فريقاً إلى مصراتة لمساعدة المدنيين المحاصرين. معركة البريقة وعلى صعيد الأوضاع في شرق ليبيا، قال عبدالفتاح يونس قائد المعارضة المسلحة الليبية ان المقاومين الليبيين يخوضون معركة شرسة في البريقة الى الغرب من بنغازي ويأملون بأن يسيطروا قريباً على الميناء النفطي. وقال جبريل محمد جبريل أحد زعماء المعارضة على مشارف اجدابيا إن لديه قوات مرابطة عند مدخل البريقة تمكنت من القضاء على بعض القناصة واجتثاث قوات القذافي من المشارف الشرقية. كذلك أكد العقيد حامد حاسي أحد قادة الثوار أنهم وصلوا إلى أبواب البريقة وأنهم سيجلبون معهم مهندسين لإصلاح أي أعطال قد تكون لحقت بالمنشآت النفطية هناك. وأفاد مراسل ل «فرانس برس» أن معارك عنيفة كانت تدور بعد ظهر السبت بين قوات العقيد القذافي والمتمردين غرب مدينة اجدابيا التي تقدم منها المتمردون في اتجاه البريقة. وأضاف المراسل أن قذائف هاون وصواريخ واسلحة رشاشة تستخدم في هذه المعارك. وتحدث مراسل آخر عن وصول جريحين بعد الظهر الى مدينة اجدابيا الاستراتيجية، التي تبعد 160 كلم جنوب بنغازي معقل المتمردين. وأحرز المتمردون تقدماً بفضل غارات الحلف الاطلسي على قوات القذافي وباتت مواقعهم تبعد حوالى 35 كلم عن البريقة، كما ذكر مراسل وكالة «فرانس برس». وكان المتمردون اكدوا في الصباح انهم يسيطرون على منطقة تبلغ مساحتها بضعة كيلومترات في الصحراء بعد أجدابيا على طول الطريق الساحلية المؤدية الى مدينة البريقة النفطية (80 كلم غرب). وكثفت طائرات الحلف الأطلسي طلعاتها في المنطقة في الأيام الثلاثة الأخيرة. وذكر المتمردون انها شنت غارات جوية لتمهيد الطريق امامهم وتسهيل تقدمهم الى البريقة. غارات على سرت وأفادت وكالة الأنباء الليبية أن غارات جديدة شنها أمس الحلف الأطلسي على مدينة سرت مسقط رأس معمر القذافي. وذكرت الوكالة أن غارات «الصليبيين المعتدين المستعمرين» استهدفت مدينة سرت الساحلية التي يسكنها نحو 120 الف شخص والواقعة على بعد 600 كلم شرق طرابلس. ولم تكشف الوكالة عن مزيد من التفاصيل حول المواقع المستهدفة. وذكرت الوكالة أن طائرات الحلف هاجمت سرت الجمعة أيضاً.