دارت معارك عنيفة بعد ظهر أمس السبت بين قوات العقيد معمر القذافي والمتمردين في غرب مدينة أجدابيا (شرق) التي يتقدم منها المتمردون تحت غطاء غارات حلف شمال الأطلسي على القوات الحكومية في اتجاه مدينة البريقة النفطية. وسمع مراسل فرانس برس - على غرار صحفيين آخرين منعهم الثوار من التقدم في حاجز غرب أجدابيا - دوي انفجار قذائف عدة غرب المدينة. وأكد الثوار أنهم يسيطرون على منطقة مساحتها كيلومترات عدة أمام الحاجز في الصحراء على طول الطريق الساحلية المؤدية إلى البريقة (80 كلم غرب أجدابيا). وكثفت طائرات حلف شمال الأطلسي غاراتها في المنطقة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، وقال الثوار إنها شنت غارات لتفتح لهم المجال وتسهل تقدمهم نحو البريقة. وقال بعضهم إن الثوار قد وصلوا إلى مشارف البريقة. وأفاد أطباء في أجدابيا بسقوط قتيل وسبعة جرحى الجمعة بالرصاص على الطريق الرابطة بين أجدابيا والبريقة دون التمكن من القول إذا كانوا مدنيين أو ثواراً. وفي مدينة مصراتة الساحلية هاجمت قوات الزعيم الليبي معمر القذافي المدينة بمئة صاروخ جراد على الأقل في وقت مبكر من صباح أمس السبت, حسبما ذكر متحدث باسم المعارضة الليبية. وتحاصر القوات الحكومية الليبية مصراتة، آخر جيب رئيسي في غرب ليبيا، منذ أكثر من ستة أسابيع بعد أن انتفضت المدينة مع مدن ليبية أخرى ضد حكم القذافي المستمر منذ أربعة عقود من الزمان منتصف فبراير/ شباط الماضي. وقال عبد الباسط أبو مزيرق في حديث هاتفي: «أطلقوا (قوات القذافي) مئة صاروخ جراد على الأقل على المنطقة الصناعية هذا الصباح. ولم ترد تقارير تفيد بسقوط قتلى أو جرحى». وشهدت مصراتة مساء الجمعة تبادلاً عنيفاً لإطلاق النار بين الثوار الليبيين والقوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي. وأفاد مراسل فرانس برس عن دوي انفجارات قوية ورصاص رشاش من وسط المدينة. موضحاً أن طائرات حلف شمال الأطلسي حلَّقت في الأجواء قبل القصف. وتكثف تبادل الرصاص بأسلحة رشاشة وقذائف الهاون والمدفعية مع غروب الشمس. واتهم الثوار الليبيون ومنظمة هيومن رايتس ووتش قوات معمر القذافي باستعمال قنابل عنقودية محظورة في مصراتة. وقُتل ما لا يقل عن 13 شخصاً الجمعة في مواجهات بين قوات القذافي والثوار، وتواصل القصف الليل كله، حسب مصادر طبية. ودان الثوار الجمعة استعمال قوات القذافي قنابل عنقودية في المناطق الآهلة بالمدنيين في مصراتة، وأكدت منظمة هيومن رايتس ووتش ذلك وقالت إنها شاهدت قنابل من هذا القبيل في المكان، لكن النظام نفى ذلك. وأوضحت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان أنها «لاحظت على الأقل ثلاث قنابل عنقودية تنفجر فوق حي الشواهدة في مصراتة ليلة 14 نيسان/ إبريل».