قال متحدث باسم المعارضة الليبية إن قوات الزعيم الليبي معمر القذافي هاجمت مدينة مصراتة الساحلية بمئة صاروخ غراد على الأقل في وقت مبكر من صباح امس. وتحاصر القوات الحكومية الليبية مصراتة آخر جيب رئيسي في غرب ليبيا منذ أكثر من ستة أسابيع بعد أن انتفضت المدينة مع مدن ليبية أخرى ضد حكم القذافي المستمر منذ أربعة عقود من الزمان بمنتصف فبراير/ شباط. وقال عبد الباسط أبو مزيرق لرويترز في حديث هاتفي " أطلقوا (قوات القذافي) صواريخ غراد على المنطقة الصناعية هذا الصباح. أطلق مئة صاروخ على الأقل. لم ترد تقارير تفيد بسقوط قتلى أو جرحى. "علمنا أن مصنع الألبان هناك لحقت به أضرار." والمنطقة الصناعية قريبة من الميناء على الجانب الشرقي من المدينة حيث تقطعت السبل بآلاف المهاجرين الذين ينتظرون الإجلاء. وذكرت المنظمة الدولية للهجرة أن سفينة انقاذ في طريقها إلى مصراتة لبدء إجلاء المهاجرين وكثير منهم في "حالة سيئة للغاية." ويقول المعارضون إن الوضع يتدهور يوميا. وتابع أبو مزيرق "قوات القذافي ركزت قصفها على هذه المنطقة خلال الأيام القليلة المنصرمة لأنها تريد أن تخيف السفن التي تنقل امدادات اغاثة أو تسعى لنقل المهاجرين." من جانبها اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي باستخدام قنابل عنقودية في قصف مناطق سكنية في غرب مدينة مصراتة. وقالت المنظمة في بيان الجمعة إنها لحظت انفجار 3 قنابل عنقودية في منطقة الشواهدة في مصراتة في 14 نيسان/أبريل. وأضافت إن باحثين فحصوا الشظايا الناجمة عن القنابل العنقودية وأجريت مقابلات مع شهود كانوا شاهدوا على الأقل عمليتيّ قصف بالقنابل العنقودية. وأوضحت المنظمة أنه استناداً إلى بقايا ذخيرة كان قد اكتشفها مراسل صحيفة "نيويورك تايمز"، تم تحديد أنها بقايا قذيفة "مات 120" إسبانية الصنع، التي تنفتح في الهواء وتطلق 21 قنبلة صغيرة على المنطقة المستهدفة بالقصف. ويمكن للقنابل الصغيرة أن تنفجر عند ملامستها وتخترق البشر والعربات المدرعة. وقال مدير قسم الأسلحة في "هيومن رايتس ووتش" ستيف غوس "من المرعب أن ليبيا تستخدم هذا السلاح وعلى الأخص في منطقة سكنية"، وأشار إلى أن هذه الأسلحة تشكل خطراً كبيراً على المدنيين خلال المعارك وبعدها. وطالب غوس السلطات الليبية بالتوقف عن استخدام هذا النوع من الأسلحة "على الفور" واتخاذ كل الإجراءات "لضمان أن المدنيين يحصلون على الحماية من بقايا الذخائر التي خلفتها". يذكر أن معظم الدول تحرم استخدام القنابل العنقودية بحسب معاهدة حظر الذخائر العنقودية، وهي المعاهدة التي أصبحت سارية المفعول كقانون دولي في آب/أغسطس الماضي، غير أن ليبيا هي من بين الدول التي لم توقع على المعاهدة. نازح يستلم حقيبته في مخيم الهلال الأحمر الليبي في بنغازي وأوضحت المنظمة أن المنطقة التي شوهد استخدام القنابل العنقودية فيها تبعد كيلومتراً واحداً عن الجبهة الأمامية بين القوات الموالية للقذافي وقوات المتمردين، وقد وقعت على بعد 300 متر من مستشفى مصراتة. وقالت المنظمة إنها لم تتمكن من تحديد ما إذا كانت القنابل العنقودية أدت إلى جرح أو قتل أشخاص في مصراتة. ونقلت عن سائقيّ سيارتي إسعاف إنهما شاهدا استخدام قنابل عنقودية قبل حادثة 14 ابريل. الى ذلك دوت انفجارت امس في غرب مدينة اجدابيا الاستراتيجية في شرق ليبيا حيث حقق الثوار تقدما تحت غطاء غارات حلف شمال الاطلسي على القوات الحكومية، كما افاد مراسل وكالة فرانس برس. وسمع مراسل فرانس برس على غرار صحافيين اخرين منعهم الثوار من التقدم في حاجز غرب اجدابيا، دوي انفجار عدة قذائف غرب المدينة. واكد الثوار انهم يسيطرون على منطقة مساحتها عدة كيلومترات امام الحاجز في الصحراء على طول الطريق الساحلية المؤدية الى البريقة (80 كلم غرب اجدابيا). وكثفت طائرات حلف شمال الاطلسي غاراتها في المنطقة خلال الايام الثلاثة الاخيرة وقال الثوار انها شنت غارات لتفتح لهم المجال وتسهل تقدمهم نحو البريقة. وقال بعضهم ان الثوار قد وصلوا الى مشارف البريقة. وافاد اطباء في اجدابيا عن سقوط قتيل وسبعة جرحى الجمعة بالرصاص على الطريق الرابطة بين اجدابيا والبريقة دون التمكن من القول اذا كانوا مدنيين او ثوار. وتدور معارك بين الثوار وقوات معمر القذافي منذ ايام عدة حول مدينة اجدابيا المحورية الاستراتيجية التي تبعد 160 كلم جنوب بنغازي معقل الثوار. وقد سيطر الثوار على المدينة الاثنين بعد معارك عنيفة نهاية الاسبوع الماضي اسفرت عن سقوط خمسين قتيلا معظمهم من جنود القذافي، حسب الثوار. وشن الحلف الاطلسي غارات دعم للثوار لدحر قوات القذافي.