هتف مئات المتظاهرين في ساحة التحرير، وسط بغداد، ضد حكومة المالكي، مطالبين بإسقاطها، متحدين بذلك منعاً للتظاهر في الساحات العامة أصدرته السلطات الأمنية قبل أيام. وكانت قيادة العمليات في بغداد منعت التظاهر في ساحة التحرير وحددت 3 ملاعب لكرة القدم للتظاهر. وردد المتظاهرون الذين تجمعوا تحت نصب الحرية أمس هتافات ضد المالكي والقيادة. وأكدوا تحديهم. لكن عدد الذين وفدوا الى ساحة التحرير كان أقل بكثير من أعدادهم في الأيام الماضية. وأكد علي سلمان، عضو المبادرة المدنية للحفاظ على الدستور، ل «الحياة» أن «قلة أعداد المتظاهرين يعود الى مخاوف بعضهم من التعرض للاعتداء، رداً على عدم التزامهم القرار المذكور». وأوضح أن «بعض المتظاهرين كانوا ينتظرون الإجراءات التي يمكن أن تتخذها القوات الأمنية إزاء زملائهم ثم وفدوا بعدها الى ساحة التحرير في وقت متأخر»، وزاد إن «تظاهرة الجمعة المقبل ستكون أكبر بكثير، مر كل شيء بسلام، وهذا يشجعنا على الاستمرار في التظاهر إلى حين تحقيق مطالبنا في إجراء الإصلاحات السياسية وتوفير الخدمات في البلاد». وشارك في التظاهرة منظمات المجتمع المدني والتجمعات الشبابية والمبادرة المدنية للحفاظ على الدستور وتجمع الحريات أولاً، فيما حضرت مجموعة من الناشطات المدنيات الى ساحة التحرير وهن يحملن شعارات تندد بقرار قيادة العمليات وتدعو الى إسقاطه والاستمرار في التظاهر وسط ساحة التحرير. وقالت جنان المفتي، الناشطة في مجال حقوق الإنسان ل «الحياة» إن «قرار منع التظاهر في ساحة التحرير نوع من أنواع القمع الحكومي للتظاهرات ومنظمو تظاهرات بغداد لن يسمحوا بإجهاض مشروعهم في إجراء الإصلاحات ومعالجة القصور في الخدمات الأساسية». ولفتت الى أن «الملاعب التي حددتها قيادة العمليات للتظاهر كانت فارغة طوال يوم الجمعة ولم يتوجه إليها أحد حيث فضلوا التظاهر في ساحة التحرير، وهو المكان الذي اعتادوا أن يلتقوا فيه كل يوم جمعة». ونشرت مواقع «فايسبوك» التي تديرها التجمعات المساندة للتظاهرات بيانات وشعارات أمس تحرض على الاستمرار في التوافد على ساحة التحرير وعدم الامتثال لأي قرار حكومي. وهتف المتظاهرون أمس تأييداً لما جاء في بيانات تلك المواقع. وقال شوكت البياتي، عضو تجمع «شباب شباط» وهو من أهم التجمعات التي تقود التظاهرات في بغداد ل «الحياة» أن «التجمع طالب الجمعيات والمنظمات والأطراف الأخرى التي تسهم في دعم التظاهرات بعدم الانصياع للضغط الحكومي والاستمرار في التظاهر داخل ساحة التحرير». وأكد أن «التجمع يملك 23 موقعاً على الفايسبوك من بينها موقع «عولمة التضامن» و «عراق بلا قيود» و «بغداد لن تكون قندهار»، وهو يتحرك في شكل فاعل لإدامة تظاهرات بغداد الأسبوعية في ساحة التحرير، وإسقاط أي قرار حكومي يهدف الى تكبيل منع المتظاهرين من القدوم الى ساحة التحرير». وشهد العراق تظاهرات كثيرة منذ 25 شباط (فبراير) الماضي غالبيتها دعت الى إصلاحات حكومية وإقالة المحافظين والمسؤولين الفاسدين والنهوض بملف الخدمات الأساسية في البلاد، فضلاً عن المطالبة بتعديل قانون الانتخابات والتسريع في إجراء انتخابات مجالس المحافظات والإفراج عن المعتقلين غير المدانين وكشف السجون السرية الحكومية. وكان المالكي منح الوزراء والمحافظين ومجالس المحافظات مهلة 100 يوم لإجراء الإصلاحات المطلوبة في ملف الخدمات، وتنتهي المهلة في 7 حزيران (يونيو) المقبل، فيما تصر المنظمات والتجمعات الشبابية على الاستمرار في التظاهر إلى حين انتهاء الموعد الذي حدده المالكي والتحقق من نتائجه.