اعتصم اكثر من 100 متظاهر في ساحة التحرير وسط بغداد امس، بينما انسحب آخرون إثر دخول متظاهرين مؤيدين للحكومة إلى الساحة ورفعوا شعارات «طائفية» نددت بزيارة رئيس البرلمان للمملكة العربية السعودية. وكانت بغداد وعدد من المدن شهدت تظاهرات تطالب بإقالة الحكومة وتحقيق إصلاحات عاجلة ومحاربة الفساد. وفي ساحة التحرير، غادر المتظاهرون من اعضاء منظمات المجتمع المدني وقادته وتجمع «الحريات اولاً» و «المبادرة المدنية للحفاظ على الدستور»، الساحةَ بعد مرور ساعة على صدام وقع بينهم ومجموعة من المتظاهرين الذين دخلوا ساحة التحرير بشكل مفاجئ وهم يرددون هتافات طائفية. وقال بسام السينمائي، وهو احد اعضاء تجمع «شباب شباط»، الذي هيأ لانطلاق تظاهرة «يوم البقاء» أمس، إن «الانسحاب جاء لتلافي وقوع صدام مباشر مع المندسين الذين زجت بهم الحكومة وسط المتظاهرين». وأكد ل «الحياة» أن «منظمات المجتمع المدني والناشطين المنظمين للتظاهرة توقعوا مثل هذا التحرك الحكومي ضدهم، بهدف الإساءة إلى حركتهم، لكنهم لم يتوقعوا ان يتحرك هؤلاء بطريقة عنيفة والاعتداء على بعض الصحافيين». وقال إن «التظاهرات ستستمر، والانسحاب كان لتجنب العنف والحفاظ على الطابع السلمي للتظاهرات التي تنظمها مؤسسات المجتمع المدني». وقال احد المتظاهرين ل «الحياة»، إنه لم يحضر الى ساحة التحرير منذ شهور بعدما أصيب بجروح بليغة في تظاهرة 25 شباط (فبراير) الماضي، وقرر الاشتراك في التظاهر بعدما تعافى من الإصابة، لكنه غادر المكان بعد منتصف النهار بقليل مع مجموعة من زملائه امتثالاً لأوامر الجهات المنظمة، بعدما تردد ان الحكومة زجت بمتظاهرين من مجموعة مسلحة تطلق على نفسها اسم «فرسان دولة القانون» يحملون شعارات طائفية. وطوقت القوات الأمنية ساحة التحرير من جميع مداخلها، كما انتشرت قوات مكافحة الشغب لتشكل جداراً عند تقاطعات الطرق القريبة من الساحة، ومنعت بعض الصحافيين من الدخول الى المكان، فيما خضع الوافدون لعمليات تفتيش دقيقة طوال مسيرتهم من المناطق المجاورة التي قطعوها سيراً على الأقدام. الى ذلك، تظاهر العشرات من أنصار التيار الديموقراطي الحر وعدد من النشطاء المدنيين في ساحة الصدرين وسط النجف، مطالبين بوقف «تجاوزات» دول الجوار على البلاد والقضاء على الفساد الإداري وهدر المال العام، وإلغاء المحاصصة الطائفية. ورفع المتظاهرون شعارات تندد بأداء حكومة المالكي، ورددوا: «يا رئيس الوزراء أرجعتنا للوراء»، و «لا للمحاصصة والطائفية»، و «لا للعفو عن حَمَلَة الشهادات المزورة»، و «الانتخابات المبكرة هي الحل». وفي البصرة، انطلقت تظاهرة نظمها شباب التغيير ومنظمات المجتمع المدني والحزب الشيوعي، وطالبت بإسقاط حكومة المالكي. وتظاهر المئات من أهالي بابل صباح امس أمام مجلس المحافظة وسط إجراءات أمنية مشددة، مطالبين بإعفاء المحافظ محمد علي المسعودي وحل مجلس المحافظة وتوفير الخدمات. وفرضت القوات الامنية في محافظة الأنبار حظراً شاملا للتجول في قضاء الرطبة غرب الرمادي حتى إشعار آخر بعد ورود معلومات عن محاولة الجماعات المسلحة استهداف المتظاهرين.