وصف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بلاده أمس، بأنها «دولة اقتحامية في المنطقة والعالم، في مواجهة الاستكبار» الذي اتهمه بإثارة اضطرابات في المنطقة من أجل «احتواء إيران». في موازاة ذلك، اعتبر غاري سامور مستشار أوباما لشؤون مراقبة التسلّح وأسلحة الدمار الشامل والإرهاب، أن «قادة إيران ملتزمون امتلاك قدرات تسلّح نووي»، مؤكداً أن «لا فرق» بين ذلك ومحاولة إيران صنع سلاح ذري. وقال نجاد، في خطاب في محافظة سيستان بلوشستان المتاخمة للحدود الأفغانية والباكستانية شمال شرقي إيران: «الغربيون اتفقوا بعد الحرب العالمية الثانية على نقل الحروب الى خارج نطاق دولهم، ونهب ثروات الشعوب وتقسيمها في ما بينهم. لكن تاريخ صلاحية هذه الاستراتيجية انتهت الآن، والحفرة التي حفرها نظام الاستكبار لشعوب المنطقة، ستتحوّل بإذن الله الى قبر لنظام الهيمنة». وأشار الى «ذرائع أميركا وحلفائها لغزو العراق وأفغانستان»، ورأى ان «المستكبرين، عندما شعروا بقوة الشعب الإيراني، قالوا بوجوب احتوائه، ومن هنا اختلقوا لعبة (هجمات) 11 أيلول (سبتمبر) وجعلوها ذريعة لغزو العراق وأفغانستان واحتلالهما، وأرادت الدول الغربية بذلك تطويق إيران، إذ أعلن الرئيس الأميركي السابق جورج بوش أنها الخطوة الثالثة بعد أفغانستان والعراق». ورأى نجاد أن «المستكبرين والمخادعين أرادوا نقل حال عدم الاستقرار في أفغانستان وباكستان، إلى إيران، لكن إيمان أهالي محافظة سيستان بلوشستان وحكمتهم، منعاهم من تحقيق هدفهم». وشهدت سيستان بلوشستان في السنوات الأخيرة عمليات مسلحة استهدفت مسؤولين وقادة في «الحرس الثوري»، تبناها تنظيم «جند الله» السّنّي. واتهم نجاد «الأعداء بمحاولة إثارة الخوف من إيران والتفرقة بين الشيعة والسّنّة وإيجاد نزاع إيراني – عربي، واستفزاز مسلمين وحضّهم على قتل إخوتهم، ليغفلوا عن جرائم الصهاينة ضد الشعوب الإسلامية». ووصف الرئيس الأميركي باراك أوباما بأنه «مثل سلفه (جورج) بوش الذي استخدم القوة لفرض الهيمنة: بوش جاء بالصاروخ والبندقية، وأوباما أيضاً جاء بالصاروخ والبندقية، لكن مع الخداع والكذب والابتسامة المنافقة». وقال: «أميركا وحلفاؤها اعترفوا بأن كلّ مؤامرة نفذوها في الشرق الأوسط في السنوات العشر الماضية، انتهت لمصلحة إيران». الي ذلك، دعت السلطات في محافظة الاهواز (خوزستان) ذات الغالبية العربية، إلي التظاهر اليوم تأييداً ل «الصحوة الإسلامية» في الدول العربية، و «إعلان الوفاء لقيم الإمام الخميني ونهجه وتجديد البيعة لقائد الثورة الإسلامية» المرشد علي خامنئي. وأفادت مصادر بأن هذه الدعوة أتت رداً علي دعوات أطلقتها أحزاب من الاهواز تتمركز خارج إيران، للتظاهر من أجل تطبيق نظام الفيديرالية في إيران. لكن مصادر سياسية في الأهواز الإيرانية أبلغت «الحياة» أن الفاعليات العربية في المحافظة تعارض دعوة الأحزاب، إذ تري أنها «لا تخدم مصالح العرب الإيرانيين».