طهران، باريس - «الحياة»، أ ب، أ ف ب - أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أمس، أن 15 شخصاً قتلوا وجرح 50 آخرون على الأقل، بتفجير قنبلة داخل مسجد في مدينة زاهدان، عاصمة محافظة سيستان بلوشستان جنوب غربي البلاد، على الحدود مع باكستان وأفغانستان. واوضحت «وكالة فارس» للانباء شبه الرسمية ان الانفجار نفذه انتحاري، وان قوات الأمن اكتشفت قنبلة ثانية قرب المسجد وأبطلت مفعولها، لكن السلطات اكدت ان التفجير نجم عن عبوة ناسفة. وتشهد زاهدان حوادث أمنية متكررة وصدامات بين الشرطة الايرانية ومتشددين ومهربي مخدرات. وفي العام 2007 قتل 11 عنصراً من «الحرس الثوري» في تفجير اعلنت منظمة «جند الله» مسؤوليتها عنه. وتزامن الحادث مع ارتفاع حرارة الحملة الانتخابية في إيران، قبل أسبوعين من السباق الرئاسي المقرر في 12 حزيران (يونيو) المقبل، والتي اقتحمتها للمرة الأولى، الألوان التي باتت تميّز أنصار المرشحين الأربعة. ووجه المرشح المحافظ محسن رضائي اتهامات نادرة الى منافسه الإصلاحي مير حسين موسوي، محورها البرنامج الاقتصادي للأخير، فيما نفى موسوي وهو من اذربيجان الإيرانية، صحة شريط فيديو سرّب للإيحاء بأن الرئيس السابق محمد خاتمي أهان الأذريين. (راجع صفحة 8) ومع اشتداد الحملة، استأنف المرشح المحافظ الرئيس محمود احمدي نجاد هجومه على الغرب، حول الملف النووي، وقال ان «الشعب الإيراني لن يفرّط بحقوقه من اجل الحصول على إشادة القوى الكبرى، وسيبقى صامداً أمام المستكبرين». واعتبر نجاد ان «استراتيجية الحملة التي يقوم بها بعض المرشحين، مهينة وعبارة عن شتيمة بحق الشعب». وأضاف: «إذا تواصلت الشتائم بحق الأمة، فستعيد الحكومة النظر في مقاربتها». وللمرة الأولى منذ الثورة الإسلامية العام 1979، التفّت الألوان على سواعد الشباب والشابات وزينت السيارات وواجهات البنايات. واختار الإيرانيون الألوان التي ترتبط بثقافتهم وتقاليدهم. ورفع أنصار موسوي اللون الأخضر، فيما اختار مناصرو المرشح الإصلاحي الآخر مهدي كروبي اللون الأصفر. أما مؤيدو رضائي فاعتمدوا اللون الأبيض، كما اتجه بعض مناصري احمدي نجاد الى اللون الأحمر. وللمرة الأولى منذ بداية الحملة الانتخابية، تحدى رضائي موسوي، مشككاً في نأيه عن الاقتصاد الموجّه ودعوته الى تشجيع القطاع الخاص، واعتبر ان منافسه لن يُحدث أي تغيير مهم في السياسات الاقتصادية التي تطبقها حكومة نجاد. وفي محاولة لنزع فتيل أزمة قد تهدد فرصه في الفوز، اعتبر موسوي الادعاءات بأن خاتمي أهان الاذريين في شريط فيديو متداول «أكاذيب ملفقة ولا أساس لها»، وتستهدف «التلاعب بالرأي العام ضده». كما نفى خاتمي صحة الشريط، معتبراً انه يستهدف «اثارة مشاعر سلبية حيال موسوي والتأثير في الانتخابات». في غضون ذلك، قال محمد علي أبطحي مستشار كروبي، ان المرشح الإصلاحي سيعمل إذا انتُخب رئيساً، على التقارب مع الولاياتالمتحدة، «نظراً الى الظروف الحالية». وأضاف ان الرئيس الأميركي باراك اوباما يُمكن ان يكون شخصاً مهماً بالنسبة الى إيران، ولكن يمكن أيضاً «في أسوأ الحالات، ان يشكل خطراً اكبر بكثير من ذاك الذي شكلته إدارة الرئيس السابق جورج بوش». وقال عباس عبدي، مساعد كروبي، انه سيطبّق إذا انتُخب خطة لإخراج عائدات النفط من الموازنة. وأوضح ان «هذه الخطة فريدة، وأعدها اقتصاديون بارزون»، مشيراً الى عزمه على «إنشاء صندوق توضع فيه عائدات النفط، وتُمنح أسهمه الى الشعب». ولفت الى ان الحكومة ستطبّق خططها، من خلال العائدات الضريبية. في باريس، اعتبر مصدر فرنسي مطلع على ملف الانتشار النووي، ان الانتخابات الإيرانية هي أحد أسباب عدم تجاوب طهران مع ما هو مطلوب منها، لجهة تقديم إجابة تشكّل قطيعة مع النهج المعتمد حالياً، رداً على الاقتراحات في شأن ملفها النووي التي تسلمتها من مجموعة الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وألمانيا). وأبدى اعتقاده بأن الانتخابات ستنتج توازناً جديداً، يمكن أن يحمل الإيرانيين على التجاوب مع المطالب الغربية.