نيويورك - أ ف ب - طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من رئيس ساحل العاج الحسن وترة منع حصول «حمام دم جديد»، وأعمال انتقامية من أنصار الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو الذي اعتقل اول من امس، فيما اطلق وترة نداء في هذا الشأن داعياً العاجيين «إلى الهدوء وضبط النفس»، وترجمت كلماته الأولى بعد اعتقال غباغبو، مثل «مصالحة» و «عودة النظام والهدوء» و «رجاء»، رغبته في طي الصفحة. ورحب مارتن نسيرسكي، الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، بدعوة وترة إلى تشكيل لجنة «حقيقة ومصالحة» تهدف إلى التحقيق في الاتهامات بارتكاب مجازر وجرائم أخرى نسبت إلى طرفي النزاع في ساحل العاج. ونقل عن بان قوله إن «ساحل العاج تملك فرصة تاريخية، ويجب أن تشجع المصالحة الوطنية وتشكيل حكومة وحدة وطنية وبسط سلطة الدولة». وتزامن ذلك مع إعلان المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في جنيف، مقتل حوالى 536 شخصاً منذ نهاية آذار (مارس) في غرب البلاد، غالبيتهم في مدينة ديوكوي. وقالت الناطقة باسم المفوضية العليا رافينا شمدساني في مؤتمر صحافي: «الأكيد أن هذا التقدير أدنى من الواقع»، علماً أن المنظمة الدولية للصليب الأحمر تحدثت سابقاً عن حوالى 800 قتيل على الأقل في ديوكوي فقط في 29 آذار. وفي اول خطاب ألقاه بعد توقيف خصمه غباغبو الذي تحصن في مقر الرئاسة بأبيدجان، اكد وترة «بزوغ فجر عهد أمل جديد»، وبدء إجراءات قضائية ضد لوران غباغبو وزوجته ومعاونيه، مع تأكيده اتخاذ «كل الإجراءات لضمان سلامتهم». وأنهكت معركة ابيدجان، العاصمة الاقتصادية والتي يقدر عدد سكانها بأربعة ملايين نسمة، وجعلتها على شفير كارثة إنسانية، وسط معاناة أحيائها من الفوضى وعمليات النهب. وقال المنسق الإنساني لوكالات الأممالمتحدة والمنظمات غير الحكومية ندولامب نغوكوي: «يتحرك السكان من حي إلى آخر، لأن أي حي لا ينعم بالأمان، وثمة عدد كبير من الجثث الملقاة في الشوارع وليس فقط في حي السفارات». كما يبدو الوضع الإنساني صعباً جداً داخل البلاد، خصوصاً في الغرب. إلى ذلك، اتهم توسان ألان مستشار غباغبو في باريس القوات الفرنسية الخاصة بخطف الرئيس السابق واقتياده إلى مقر إقامة وترة في فندق غولف»، مشيراً إلى أن باريس نفذت «انقلاباً» للسيطرة على ثروات ساحل العاج. لكن وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه تعهد نشر صور للعملية تثبت عدم اضطلاع القوات الفرنسية بدور مباشر في العملية. وأكد وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه أن بلاده لن تستضيف غباغبو، قبل أن يعلن رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون أن لا مبرر لبقاء القوات الفرنسية في ساحل العاج لفترة طويلة.