باريس، أبيدجان – «الحياة»، أ ف ب – غداة إعلان الرئيس المنتخب في ساحل العاج الحسن وترة فرض حصار في محيط مقر إقامة الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو في أبيدجان، لم تسمع إلا عيارات نارية متقطعة مصدرها أسلحة فردية في المدينة، من دون اندلاع معارك. وفي باريس، أشاد الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو بدعوة وترة في الخطاب الأول الذي وجهه الى الأمة منذ بدء معركة أبيدجان قبل 10 أيام، الى المصالحة الوطنية. وأكد فاليرو دعم السلطات الفرنسية كلَّ قراراته وإجراءاته المواكبة لتوليه السلطة (راجع ص 8). وبعد المأزق السياسي الناجم عن الانتخابات الرئاسية في 28 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي والمواجهات العسكرية، تواجه أبيدجان حالة إنسانية طارئة، مع انهيار النظام الصحي وانقطاع المياه والكهرباء وشح المخزونات الغذائية. وأعلن وترة تخفيف منع التجول في أبيدجان للسماح بعودة الوضع تدريجاً الى طبيعته، مطالباً قواته باتخاذ كل التدابير لضمان الحفاظ على النظام وسلامة الأملاك وتأمين حرية الحركة. ودعا الى «استئناف النشاط الاقتصادي» في الدولة الأولى المصدرة للكاكاو في العالم، مع مطالبته الاتحاد الأوروبي برفع العقوبات المفروضة على مرفأي أبيدجان وسان بدرو، وعلى بعض الهيئات العامة بسبب نظام غباغبو. وأمل مايكل مان، الناطق باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي ب «تليين العقوبات قريباً». ووعد رئيس ساحل العاج المعترف به دولياً بكشف ملابسات كل المجازر التي ارتكبت خلال الأزمة ومعاقبة منفذيها، في وقت أعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان العثور على اكثر من 100 جثة خلال الساعات ال24 الأخيرة في مدن دويكويه وبلوليكان وغيغلو (غرب)، موضحاً ان أسباب القتل «عرقية». أما فرنسا فأبدت ثقتها في ان مرتكبي المجازر «لن يفلتوا من العقاب»، مبدية استعدادها للمساعدة في هذا الشأن «إذا طلبت الهيئات الدولية وبينها الأممالمتحدة، وإذا كان ذلك مجدياً». واعتبر فاليرو أن «الصفحة قلِبت بعدما أعلن وترة ضرورة إحلال الأمن في أبيدجان واحترام حقوق الإنسان والوحدة الوطنية، ودخلنا في مرحلة ما بعد غباغبو الذي بات في قبوه». وتابع: «المخرج واضح، ويجب النظر الى المستقبل ومساعدة ساحل العاج، علماً أننا لا نشارك في أي إجراء اتخذه وترة تجاه غباغبو». في المقابل، أعلن توسان آلان، أحد مستشاري غباغبو، أن الأخير «يجلس في كرسيه الرئاسي، ولن يغادر لأنه لا يريد التخلي عن شعبه». ووصف دعوة وترة الى المصالحة الوطنية بأنها «خطاب مخادع، ونوع من الاستدراج، لأنه غير مؤهل لتوجيه هذا النداء».