أبيدجان، باريس، واشنطن – رويترز، أ ف ب - أعلن وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه أمس، ان قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تحاصر آخر المدافعين عن رئيس ساحل العاج المنتهية ولايته لوران غباغبو الذي رفض توقيع وثيقة استسلام للرئيس المنتخب الحسن وترة، وذلك في «منطقة محدودة» في العاصمة الاقتصادية أبيدجان، حيث تصدت قوة «ليكورن» الفرنسية لهجوم على سفارتها، ونفذت عملية لإجلاء السفير الياباني يوشيفومو اوكامورا ومساعديه، بعد اقتحام قوات غباغبو مقر إقامتهم. ويبدو أن قوات غباغبو التي قدّر وزير الدفاع الفرنسي عدد عناصرها بحوالى ألف ما زالت تتحرك في شوارع أبيدجان، خصوصاً في محيط مقر إقامة الرئيس المنتهية ولايته والقصر الرئاسي، فيما تواجه عمليات قوات وترة التي يقدر تعدادها بألفي جندي، تعقيدات وجود المقار الأخيرة لغباغبو في حي السفارات الراقي والمحاط بمبانٍ كثيفة، وإبداء عناصر غباغبو مقاومة شرسة. وأكد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ان سقوط غباغبو «سيحدث حتماً، لكنني لن أقول خلال ساعات أو أيام، وسأتوخى الحذر»، فيما أعلنت الأممالمتحدة استمرار المفاوضات مع معسكر غباغبو و «عدم إمكان تأكيد انها ستُسفر عن تسوية، إذ أعلن انه لا يعتزم التخلي عن السلطة». في المقابل، اتهمت روسيا القوات الفرنسية وتلك التابعة للأمم المتحدة ب «التدخل في نزاع داخلي في ساحل العاج عبر دعمها طرفاً ضد آخر، على رغم انها ملزمة، بحسب التفويض الممنوح لها من مجلس الأمن، البقاء على الحياد وحصر تحركاتها العسكرية بحماية المدنيين». وكانت مروحيات فرنسية قصفت قبل يومين مخازن أسلحة غباغبو في أبيدجان. وفي واشنطن، صرح وليام فيتزجيرالد، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون أفريقيا، بأن وترة «سيوجه نداءً قوياً جداً للوحدة، وسيحمل الأمل للشعب»، مبدياً ثقة الإدارة الأميركية بنجاحه في مهماته الكثيرة والضخمة «لتأمين نوع من المصالحة والتوجه الى كل البلاد، وهو ما لم يستطع غباغبو فعله». وأشار الى أن وترة «سيعمل بسرعة للنهوض الاقتصادي، وحل الأزمة الإنسانية وجعل الوضع آمناً لإعادة اللاجئين، وتشكيل الجيش عبر دمج الفصائل لتشكيل قوة جمهورية منسجمة».