ابيدجان، باريس، نيويورك - أ ف ب، رويترز – اعلن ألان لو روي، قائد قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في ساحل العاج، ان القوات الموالية للرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو استعادت مناطق في العاصمة الاقتصادية أبيدجان، «ما يجعلها تسيطر بالكامل على حي بلاتو، حيث القصر الرئاسي، وحي كوكودي الذي يضم مقر اقامة غباغبو ومقر التلفزيون ومدرسة الدرك». وخرج سكان من حي بلاتو الذي شهد معارك ضارية طيلة الاسبوع الى حي ماركوري الأكثر أماناً جنوبالمدينة، فيما اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» لحقوق الانسان قوات كل من غباغبو والرئيس المنتخب الحسن وترة بارتكاب مجازر في غرب البلاد، مؤكدة امتلاكها ادلة تثبت هذه الفظاعات. وقال لو روي إن «قوات غباغبو استغلت فترة هدوء سادت الثلثاء الماضي بهدف اجراء مفاوضات لم تسفر عن شيء حيلة لاعادة تعزيز مواقعها عبر نقل اسلحة ثقيلة اليها، علماً ان القوات الفرنسية وتلك التابعة للأمم المتحدة دمرت بعضها مطلع الاسبوع». وأشار الى وجود هذه القوات على مسافة كيلومتر واحد فقط من فندق «غولف» الذي يتحصن فيه وترة منذ الانتخابات التي اجريت في 28 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وأكد المسؤول ان الاممالمتحدة ترفض التورط في اي استراتيجية تهدف الى «قطع المواد التموينية» عن غباغبو. وقال: «لا علاقة لنا بذلك، لا ندعم هذه الخطة، ولسنا طرفاً فيها». في المقابل، نفى توسان الان، مستشار غباغبو في باريس، امتلاك العناصر الموالية للرئيس المنتهية ولايته اسلحة ثقيلة، ووصف تصريحات لو روي بأنها «كاذبة، وتثبت ان فرنسا تبحث فقط عن ذريعة للتخلص من الرئيس غباغبو». اما شارل بلي غوديه، زعيم «الوطنيين الشباب» الموالين لغباغبو فدعا في مقابلة مع محطة «فرانس-24» الى «حوار بين اطراف ساحل العاج لأنها الطريقة الوحيدة للسيطرة على هذه الازمة». وليل الجمعة – السبت، تعرض جنود فرنسيون في قوة «ليكورن» لإطلاق نار خلال محاولتهم اجلاء موظفي احدى السفارات في ابيدجان، وردوا بتدمير آلية لقوات غباغبو، قبل ان يلغوا العملية، علماً ان القوة الفرنسية اجلت سابقاً ديبلوماسيين هنوداً ويابانيين وكوريين جنوبيين وجنوب افريقيين وإسرائيليين علقوا في سفاراتهم. كذلك تعرض مقر اقامة السفير الفرنسي في ابيدجان، للمرة الثانية خلال 48 ساعة، لنيران هاون وقذائف اطلقت من مواقع يسيطر عليها انصار غباغبو، من دون ان ترد القوات الفرنسية على مصادر النار. واستأنف التلفزيون الرسمي بثّه اول من امس في أحياء عدة من ابيدجان، وعرض شهادات ومسلسلات بينما تضمن شريطه الإخباري دعوة الى التعبئة والصلاة، ونفياً لمهاجمة غباغبو مقر السفير الفرنسي. وفي الشأن الانساني، أكد ممثل مكتب تنسيق الشؤون الانسانية للامم المتحدة في ساحل العاج، كارلوس جحا، ان ابيدجان تعاني مأساة انقطاع المياه منذ اربعة ايام، ونهب غالبية متاجرها ومحلات الغذاء فيها، وارتفاع اسعار الخبز والسجائر وأكياس الدقيق ثلاثة أضعاف خلال الساعات ال48 الاخيرة». وأفاد تقرير اصدرته «هيومن رايتس ووتش» بأن قوات موالية لوترة قتلت مئات من المدنيين واغتصبت اكثر من 20 امرأة للاشتباه في كونهم من أنصار غباغبو، كما احرقت عشر قرى على الاقل غرب شاطئ العاج، في حين قتلت قوات غباغبو اكثر من 100 من انصار وترة في بلوليكين نهاية آذار (مارس) الماضي. وكشفت المنظمة انها اجرت مقابلات مع 120 شاهداً على مجازر وأقارب ضحايا عند الحدود بين ساحل العاج وليبيريا، و20 شخصاً في قرى غيغلو ودويكوي وبلولكين في اتصالات هاتفية. وطالبت وترة بفتح «تحقيق نزيه» لدى توليه السلطة في انتهاكات خطرة ارتكبها الجانبان، وأن يضمن مثول مرتكبيها امام العدالة. الى ذلك استجاب الاتحاد الأوروبي لطلب وترة رفع الحظر عن اكبر ميناءين في ساحل العاج، هما ابيدجان وسان بدرو، وشركات عدة مرتبطة بقطاع الكاكاو.