ابيدجان، نيويورك، باريس - أ ف ب، رويترز، يو بي اي – شهد محيط القصر الرئاسي ومقر اقامة الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو في العاصمة الاقتصادية لساحل العاج ابيدجان اطلاق نار متقطع لأسلحة ثقيلة وخفيفة أمس، من دون شن قوات الرئيس المنتخب الحسن وترة هجوماً جديداً، بعدما واجهت محاولة سابقة لإخراجه بعد فشل محادثات قادتها الأمم لمتحدة وفرنسا لتأمين رحيله، مقاومة عنيفة. وأكدت الاممالمتحدة ان المفاوضات مع معسكر غباغبو مستمرة، «لكن لم يتضح إذا ستقود الى تسوية»، خصوصاً بعدمت ابلغ غباغبو نفسه محطة إذاعية فرنسية إنه لا يعتزم التخلي عن السلطة. وتواجه جنود من قوة «ليكورن» الفرنسية مع قوات غباغبو المتمركزة داخل تحصينات مستخدمة لحماية المقر الرئاسي، وذلك خلال تنفيذهم عملية ناجحة لإجلاء السفير الياباني في ساحل العاج يوشيفومو اوكامورا وسبعة موظفين في السفارة وضباط امن، من منزله الذي اقتحمه جنود موالون للرئيس المنتهية ولايته، ونصبوا اسلحة ثقيلة على سطحه. ونقل الجنود الفرنسيون السفير الياباني ومساعديه الى معسكر «بور بويه» الفرنسي جنوب ابيدجان. كما اطلقت مروحية تابعة للقوة الفرنسية النار على شاحنتين صغيرتين نقلت مسلحين لمحاولة اقتحام مقر سفيرها ودمرتهما. وكانت مروحيات فرنسية تابعة لقيادة قوات الأممالمتحدة لحفظ السلام قصفت مخازن اسلحة غباغبو في وقت سابق من الأسبوع الحالي، وبينها مخازن قرب مقر اقامته. ولاحقاً، طالبت اسرائيل القوة الفرنسية بالتدخل لإخراج ديبلوماسييها من ابيدجان. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ان قوات بلاده تلقت طلبات مماثلة من بعثات ديبلوماسية عدة، علماً انها تنفذ مهمات نقل الرعايا الاجانب الى خارج ابيدجان منذ اكثر من اسبوع. وكشف الناطق باسمها الفريق فريدريك داغيون ان حوالى 1100 اجنبي بينهم عدد كبير من الفرنسيين غادروا ابيدجان الى دكار (السنغال) ولومي (توغو) واكرا (غانا). وأبلغ جوبيه مجلس الشيوخ الفرنسي ان سقوط غباغبو «سيحصل حتماً»، من دون ان يجازف بتحديد مهلة زمنية لذلك. وزاد: «بعد سقوطه يجب دعم سياسة الصفح والمصالحة الوطنية والانفتاح السياسي التي يفترض ان يتبعها الرئيس وترة الذي نرتبط بعلاقة وثيقة معه ونثق بامتلاكه هذه العقلية التي سيدلي قريباً بتصريحات في شأنها». اما وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه فأشار الى ان غباغبو ما زال يتمتع بدعم «حوالى الف عنصر» في ابيدجان، بينهم مئتان في مقر اقامته. وأوضح ان «المجموعات التكتيكية التابعة لوترة تتألف من الفي رجل»، مشيراً الى ان وجود مقر وترة في قلب حي السفارات المحاط بمبانٍ كثيرة «تشكل رهانات تكتيكية كبيرة لأنها مواقع لاطلاق نار تسمح لهذا الطرف او ذاك بإزالة اي عقبة». في المقابل، اعلنت وزارة الخارجية الروسية ان القوات الفرنسية وتلك التابعة للأمم المتحدة «تدخلتا في نزاع داخلي» في ساحل العاج عبر دعمهما وترة. وقالت: «لا بدّ من تسوية الجوانب القانونية لعمل قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة والقوة الفرنسية في ساحل العاج بعدما تدخلت لدعم طرف ضد آخر، على رغم انها ملزمة البقاء على الحياد واحترام التفويض المحدد لها في قرارات مجلس الامن التي تنص على تحركات عسكرية محدودة لحماية المدنيين». وتابعت الخارجية الروسية: «نعبر عن تعازينا للخسائر البشرية الكبيرة، ونشعر بقلق من تدهور جديد في الوضع الانساني، وتضاؤل فرص التوصل الى مصالحة وطنية»، معتبرة ان «تغيير السلطة بالقوة لا يمكن ان يؤدي الى عهد من الديموقراطية والسلام والاستقرار في ساحل العاج».