غزة - يو بي أي - عاد الهدوء الحذر إلى قطاع غزةوجنوب إسرائيل صباح اليوم الجمعة، بعد التوصل لاتفاق تهدئة غير مباشر الليلة الماضية، خرقه الجيش الإسرائيلي بشن عدة غارات فجراً لم تخلف وقوع إصابات. وقال مصدر قيادي فلسطيني ليونايتد برس انترناشونال إن اتفاقاً بالتهدئة دخل حيز التنفيذ بالفعل الساعة الحادية عشرة مساء الخميس (بالتوقيت المحلي) بعد توافق بين الفصائل الفلسطينية والحكومة المقالة رغم تحفظ بعض الفصائل. وجرى خرق الاتفاق بعد دخوله بدقائق بقيام الطائرات الإسرائيلية بشن 3 غارات استهدفت أنفاقاً على الحدود الفلسطينية المصرية جنوب رفح جنوب قطاع غزة دون وقوع إصابات، وشن غارتين فجراً على الأقل على غزة استهدفت منزلاً ومجموعة ناشطين. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية إن طائرات مقاتلة أغارت فجر اليوم على عدة أهداف لحركة حماس في قطاع غزة وكذلك على 3 أنفاق استخدمت في التهريب على الحدود بين القطاع ومصر. كما واصلت مدفعية جيش الدفاع قصف أهداف لحماس في القطاع، فيما لم يسجل إطلاق قذائف من القطاع تجاه الأراضي الإسرائيلية. وكانت الأوضاع الأمنية تدهورت على جانبي حدود إسرائيل مع قطاع غزة، وسط تهديدات متبادلة وتصعيد ميداني أعاد إلى الأذهان تفاصيل اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة أواخر عام 2008 التي خلفت أكثر من 1400 قتيل فلسطيني. وقتل خمسة فلسطينيين وأصيب قرابة 40 آخرين بينهم مسعفان وصحافي وعدد من الأطفال والنساء جراء سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت أرجاء متفرقة من قطاع غزة وقصف مدفعي تركز على الأطراف الشرقية للقطاع فيما أصيب إسرائيليان بجروح جراء استهداف حافلة في النقب التي سقط فيها قرابة 50 قذيفة لم تسفر عن إصابات. وقالت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة إنها أجرت محادثات مع فصائل المقاومة الفلسطينية من أجل وقف التصعيد الإسرائيلي في القطاع. وقالت الوزارة في بيانٍ لها في وقت متأخر مساء الخميس إنها "تلقت ردوداً إيجابية من قبل الفصائل انطلاقاً من حرص الداخلية والفصائل الفلسطينية للجم العدوان الصهيوني المتصاعد ضد شعبنا ". من جانبها، أعلنت "كتائب الشهيد أبو علي مصطفى" الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- رفضها لأي تهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي "الذي لا يزال يمعن في ارتكاب جرائمه بحق شعبنا الفلسطيني". وقالت الكتائب في بيان تلقت يونايتد برس انترناشونال نسخة منه "نؤكد على موقفنا السابق والحالي والمستقبلي أن لا تهدئة ولا مهادنة مع العدوان الصهيوني على شعبنا". وأكدت مصادر إسرائيلية اتفاق التهدئة، وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت على موقعها الالكتروني أن اتفاقا غير مباشرا لوقف إطلاق النار وعودة الهدوء مع إسرائيل تم بوساطة عربية ودولية. وقال المراسل العسكري للإذاعة الإسرائيلية أن هدوءا يسود الحدود الآن وان إطلاق القذائف توقف من قبل الفصائل بغزة بعد الساعة ال 11 ليلا. وقالت مصادر أمنية إسرائيلية إن "ما يحدد مدى الالتزام بوقف النار هو الأفعال وليس الكلمات" مشيرا إلى أن "التطورات الميدانية على الأرض ورؤية أجهزة الأمن هي التي ستحدد مستقبل الهدوء على حدود غزة". واعتبر مصدر عسكري إسرائيلي أن إقدام حماس على استهداف الحافلة المدرسية يعتبر تجاوزا لجميع الخطوط الحمراء. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن المصدر أن هذا الهجوم وكذلك إطلاق حوالي 50 قذيفة صاروخية وقذيفة هاون على النقب الغربي خلال الساعات الأخيرة "يعتبر اكبر تصعيد امني على حدود قطاع غزة منذ عملية الرصاص المصبوب(27 ديسمبر 2008-18يناير2009)". وأعرب المصدر العسكري مع ذلك عن اعتقاده بأنه ليس من مصلحة حماس تصعيد الأوضاع في المنطقة. وأضاف أن إسرائيل "ستوضح للطرف الآخر أنها لن تتحمل إطلاق صواريخ على جنودها أو مواطنيها المدنيين وإذا كانت هناك حاجة فستزيد إسرائيل من شدة ردها على هذه الاعتداءات".