سقط صاروخان فلسطينيان في منطقة النقب الغربي قبل ظهر أمس، فيما ردت طائرات الاحتلال الاسرائيلي بشن غارات على منطقة الأنفاق على الحدود مع مصر جنوب مدينة رفح في قطاع غزة. وقال المدير العام للاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة في غزة الدكتور معاوية حسنين إن خمسة فلسطينيين أصيبوا بجروح طفيفة بسبب القصف الاسرائيلي نقلوا على إثرها الى مستشفى ابو يوسف النجار في رفح لتلقي العلاج، فيما فُقد أثر اثنين من المهربين العاملين في الأنفاق التي تعرضت للقصف. وأكد الجيش الاسرائيلي أنه قصف ثلاثة أنفاق بالصواريخ رداً على اطلاق صواريخ فلسطينية محلية الصنع من القطاع سقطت في منطقة المجلس الاستيطاني الإقليمي «شاعر هنيغيف» الى الشرق من مدينة غزة وراء «الخط الأخضر». وجاءت الغارات الاسرائيلية أمس في أعقاب غارات شنتها الطائرات الحربية أول من أمس على منطقة الأنفاق رداً على الصواريخ الفلسطينية مجهولة المصدر، اذ لم تتبن أي جهة فلسطينية المسؤولية عن اطلاق الصواريخ في الأيام الاخيرة. ويلقى اطلاق الصواريخ على فترات متقطعة منذ انتهاء الحرب الاخيرة على القطاع في 18 كانون الثاني (يناير) الماضي، انتقادات شديدة في الشارع الغزي، ورفضاً من جانب الحكومة المقالة في القطاع. ويخشى الغزيون من أن تقوم اسرائيل بتصعيد عدوانها على القطاع وصولاً الى شن حرب جديدة على القطاع رداً على استمرار اطلاق الصواريخ، خصوصاً بعد عودة رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو من جولة خارجية وزيارته للولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة. كما يخشى الغزيون من أن تصبح الأجواء السائدة في القطاع الآن مشابهة لتلك الأجواء التي سادت عشية الحرب على القطاع في 26 كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وقالت مصادر فلسطينية موثوقة ل «الحياة» إن مصر نقلت في الأسابيع الآخيرة الى الحكومة المقالة وحركة «حماس» رسالة اسرائيلية مفادها أن الحكومة الاسرائيلية سترد بقوة في حال استمر اطلاق الصواريخ. وكشفت المصادر أن «حماس» نقلت مضمون الرسالة الى حركة «الجهاد الاسلامي» والجبهتين «الشعبية» و «الديموقراطية» لتحرير فلسطين أثناء اجتماع عقدته الفصائل الأربعة لهذا الغرض في 21 من الشهر الماضي. وقالت «حماس» إنها «لا تتحدث عن وقف المقاومة، بل ضبط اطلاق الصواريخ» التي «تهدد مصالح الشعب الفلسطيني والاستقرار» في القطاع، و «معالجة» أي خرق لاتفاق الفصائل الأربعة التي نفت أي علاقة لها بإطلاقها. واضافت «حماس» ان «لا جديد طرأ على اتفاق التهدئة (الذي تم التوصل اليه قبل أكثر من شهرين وعرقلت تنفيذه اسرائيل) ولا يزال على حاله»، مشددة على أن «الوضع الميداني يتطلب تهدئة ميدانية الآن، وأن المصلحة الوطنية تقتضي ألا نحمل شعبنا مزيداً من المعاناة». وطلبت «الجهاد» و «الشعبية» مهلة من الوقت للرد على مطلب وقف اطلاق الصواريخ نهائياً، علماً أن الفصيلين لا يطلقان أي صواريخ في الوقت الراهن آخذين في الاعتبار مصلحة الغزيين، فيما أعلنت «الديموقراطية» التزامها «وقف النار». وتم الاتفاق في نهاية المطاف على «تشكيل غرفة عمليات عسكرية (مشتركة) للتنسيق بين الفصائل الأربعة» المشاركة في الاجتماع، على أن «تتولى وزارة الداخلية معالجة الخروق الفردية خارج إطار الفصائل التي اتفقت على وقف الصواريخ، وضرورة تجنب التجاوزات التي حصلت في السابق». غير ان الفصائل الأربعة لم تعقد اجتماعاً جديداً منذ ذلك الحين لإخراج غرفة العمليات العسكرية المشتركة الى حيز الوجود. من جهة اخرى، قال مصدر طبي فلسطيني إن مزارعاً فلسطينياً أصيب بجروح طفيفة اثر اطلاق جنود من قوات الاحتلال الاسرائيلي النار عليه قرب الحدود شرق بلدة خزاعة شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع. وأضاف أن المزارع المصاب نقل الى مستشفى ناصر في المدينة لتلقي العلاج اللازم. وأشار شهود محليون الى أن الجريح كان يعمل في أرضه عندما اطلق جنود الاحتلال النار عليه. وأعلنت ألوية الناصر صلاح الدين، الذراع العسكرية للجان المقاومة الشعبية أمس مسؤوليتها عن إطلاق ثلاث قذائف هاون في اتجاه قوة اسرائيلية خاصة توغلت شرق مخيم جباليا للاجئين شمال القطاع صباح أمس. الى ذلك، اعتقلت قوات الإحتلال الإسرائيلي فجر أمس مواطنين من بلدة سعير شرق مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.