شهد المؤتمر والمعرض الدولي السابع «بيئة المدن 2017»، الذي نظمته الهيئة الملكية في ينبع بالشراكة مع مركز البيئة للمدن العربية وبلدية دبي، واختتمت فعالياته أمس، تقديم العديد من أوراق العمل، فضلاً عن استعراض عدد من التجارب المميزة بحضور نخبة من الخبراء والمتخصصين في مجال المحافظة على البيئية والتنمية المستدامة يمثلون الهيئات الحكومية والقطاع الخاص والمنظمات الإقليمية والدولية ومراكز الأبحاث والمؤسسات الأكاديمية والمجتمع المدني. كما تم بحث العديد من الملفات المهمة ذات العلاقة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز التنسيق بين الدول للعمل كمجموعة إقليمية قوية قادرة على المساهمة بشكل إيجابي في المساعي الدولية للحفاظ على البيئة وخلق الحوافز والظروف التي تشجع استثمارات القطاع الخاص في الاقتصاد الأخضر والمشاريع المستدامة. وطالب المؤتمر في ختام مداولاته بتحسين الشراكة بين القطاعين العام والخاص في مجال نقل وتبادل البيانات والمعلومات والخبرات والمعرفة والتجارب الناجحة والدروس المستفادة وفرص تطوير الكفاءات والقدرات البشرية بما يحقق التكامل وصولا لبيئة مستدامة واقتصاد أخضر، إضافة إلى ضرورة الاعتناء بمفهوم المسؤولية الاجتماعية وتقدير جهود القطاع الخاص وتثمين تحمّله لمسئولياته البيئية والاجتماعية والاقتصادية الوطنية على مستوى المدن من اجل تحقيق الاستدامة، فضلاً عن أهمية الالتزام بمعايير المباني الخضراء والاستناد إلى أعلى معايير التصميم المستدام والذكي في تصميم المدن والشركات وغيرها. فيما حث المؤتمر المدن والمؤسسات والشركات على وضع وتعزيز نظم رقابية معتمدة ومعايير بيئية موثوقة ضمن منظومة حوكمة رشيدة تدعم القرارات الاستراتيجية والتشغيلية وتحفيز الجهات كافة على المساهمة الجادة في تحقيق التنمية المستدامة والحد من آثار التغير المناخي السلبية، إلى جانب تشجيع الاستفادة من الخبرات العلمية والمعرفية وفرص التطوير التي توفرها الجامعات ومؤسسات البحث العلمي وإشراكها في عملية ابتكار حلول وتقنيات إبداعية ومستدامة تدعم جهود المدن والشركات في التصدي للتحديات البيئية وتحقيق التنمية المستدامة، كذلك دعا إلى تعزيز التعاون والشراكات المحلية والإقليمية والدولية، خصوصاً الهيئات الدولية والمنظمات المتخصصة والجهات العلمية والعملية ذات العلاقة باستدامة المدن من اجل نقل الخبرات والتقنيات الحديثة الداعمة للتنمية الخضراء، فضلاً عن وضع استراتيجيات لمواجهة حالات الطوارئ والمخاطر واتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة هذه الحالات عبر التخطيط المتكامل والشامل بين مختلف الجهات الفاعلة، بجانب تعزيز عملية التثقيف المجتمعي بأهمية البيئة والاستدامة وتطوير برامج وفرص لمشاركة الشباب والمرأة والأطفال والشرائح والفعاليات المجتمعية كافة في الحفاظ على بيئة صحية ونظيفة. ونوه المؤتمر الى أن تحقيق الاستدامة يعتمد بشكل أساسي على روح التفاعل الايجابي بين القطاعين العام والخاص من خلال التعاون البناء بهدف الوصول الى بيئية صحية ومستدامة تعزز الاستثمار وتفعل دور القطاع الخاص في التنمية الاقتصادية والبيئية والاجتماعية والتي تشكل الركائز الاساسية لتحقيق مبدأ التنمية المستدامة، مؤكداً أهمية توجيه قطاع الاعمال نحو الاستثمار في تطوير قطاع الصناعات التحويلية بحسب اعلى معايير الاستدامة وكفاءة الطاقة وتقنيات صديقة للبيئة. وأشار إلى انه من الضرورة بمكان تبني استراتيجيات وسياسات وتشريعات وخطط عمل ومؤشرات اداء واضحة تضمن تحقيق اهداف استراتيجية وطموحة، خصوصاً في تدوير وتقليل واعادة استخدام وتحويل النفايات الى طاقة، داعياً إلى أهمية تضمين معايير كفاءة الطاقة في تصميم وانشاء وتشغيل وصيانة المشاريع التنموية والتوسع في استخدام الطاقة المتجددة الصديقة للبيئة وتعزيز قدرة القطاع الخاص في المشاركة في تبني التغيير نحو الاستثمار الأخضر. وناقش المؤتمر عبر 6 جلسات عمل قضايا ومواضيع عدة من أبرزها «الاستثمار في مستقبل واعي بيئياً»، إذ ترأس الجلسة المهندس دانا الكودي من وزارة الاقتصاد والتخطيط في المملكة، وتناولت محاورها تمويل المشاريع البيئية بين القطاعين العام والخاص، فيما تم تناول آخر المستجدات في اعمال التطوير المستدامة، والدور الحكومي في إيجار بيئة عمل للاستثمار. كما تناولت احدى الجلسات بعنوان «التصميم العمراني المستدام» والتي ترأسها الاستاذ المشارك في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية الدكتور إبراهيم هوتيت «مدينة دبي المستدامة»، مستعرضة التصاميم العمرانية المستقبلية الجاهزة، وتضمنت الانبعاثات الكربونية العالمية، فيما استعرض مدير إدارة الاستدامة الطاقة المتجددة من بلدية دبي المهندس أحمد سعيد البدواوي مشروع الاستدامة الابداعية لمدينة دبي. فيما استعرضت الجلسة الأخيرة بعنوان المباني والتجهيزات الاساسية المستدامة التي ترأسها الدكتور علي عوض العامودي، محاور عدة بدأها مدير هندسة النظم في شركة فيلبس السعودية للإنارة اكبر ذاكر عن الانارة الرقمية، كما تحدث الاستاذ المشارك في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور عبدالستار نظامي عن أوليات المدن المستقبلية المستدامة في منطقة الشرق الاوسط، بينما تحدثت كنكانه دوبي بقسم الابحاث في مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية عن اعادة تأهيل واستخدام وتحسين التجهيزات الاساسية القائمة. وشكر المتحدثون والمشاركون الهيئة الملكية بينبع ومركز البيئة للمدن العربية وجميع الشركاء والشركات الراعية واللجان التنظيمية على جهودهم في إنجاح هذا المؤتمر العلمي، لافتين لأهمية استمرار هذه اللقاءات العلمية الهادفة بشكل دوري. كما طالبوا الجهات المنظمة بالاهتمام بمخرجات المؤتمر ووضعها موضع التنفيذ.