تعد السكتة الدماغية من الأمراض التي باتت واسعة الانتشار وسبباً مباشراً للوفاة في السعودية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي يتوقع أن تتضاعف بحلول العام 2030. وتشير الإحصاءات إلى أن السعودية تسجل سنوياً حوالى 20 ألف إصابة جديدة بها، منها أربعة آلاف حالة تنتهي بالوفاة، وثمانية آلاف تتسبب في إعاقات حركية وعصبية تؤثر على وظائف المريض العقلية، فيما تأخذ 69 في المئة من حالات الإصابة بالسكتة شكل جلطات دموية في الدماغ تمنع الأوكسجين من الوصول إلى بعض أجزائه، ما يحرمه من القيام بوظائفه بصورة طبيعية. وانطلقت حملة التوعية بالسكتة الدماغية من مستشفى الملك عبد العزيز الجامعي في جدة بمناسبة اليوم العالمي للسكتة الدماغية، والذي تنظمه الجمعية السعودية للسكتة الدماغية، وشملت عرضاً توضيحياً لكيفية إدارة السكتة في الوحدة المتخصصة لها «من وقت الدخول إلى وقت الحقن»، أي الوقت الفاصل بين لحظة وصول المريض إلى أبواب المستشفى وحتى لحظة تلقيه العلاج، والذي يجب ألا يتعدى ساعة واحدة. ويُعد هذا المرض من الحالات المرضية ذات الطابع الفجائي وتصيب 17 مليون شخص على مستوى العالم سنوياً، يتوفى ثلثهم نتيجة لها، فيما يصاب الثلث الآخر بإعاقات دائمة. وحول حالات هذا المرض، أكد رئيس الجمعية السعودية للسكتة الدماغية الدكتور محمد المخلافي ل«الحياة» أن «سرعة علاج مرضى السكتة الدماغية في الأقسام الطبية المتخصصة ساهم في تقليل أعداد الوفيات والإعاقات والمضاعفات وفترة بقاء المريض في المستشفى بصورة كبيرة». وعزى المخلافي، وهو أيضاً استشاري السكتة الدماغية والقسطرة التداخلية، السبب إلى أن «الأطباء اليوم باتوا أكثر حرصاً على السير وفق بروتوكولات دقيقة وواضحة في المستشفيات السعودية، نظراً لأهميتها في علاج المريض والمحافظة على حياته، وتقليل احتمال إصابته بحالة إعاقة بسبب السكتة الدماغية». من جهته، كشف المدير العام رئيس قسم الأدوية في منطقة الشرق الأدنى والأوسط وشمال أفريقيا في شركة «بوهرنغر إنغلهايم» محمد الضبابي، أن «السكتة الدماغية باتت إحدى أهم مسببات الوفاة والإعاقة في السعودية والعالم أجمع، وأن العديد ممن يتعرضون لها لا يمكنهم الحصول على العناية الطبية المتخصصة»، مبيناً أنه ارتفع عدد مراكز السكتة الدماغية التي توفر العلاج من أربع وحدات فقط في العام 2015 إلى 35 وحدة في الربع الرابع من 2017.