سئل الشيخ الدكتور سلمان العودة في زيارته للنادي الأهلي، حيث ألقى محاضرة بدعوة من إدارة الأهلي في إطار تفعيلها للنشاط الثقافي، سؤالاً رياضياً مبطناً، كان السؤال المفاجئ: ما هو النادي الذي تشجعه يا شيخ؟ وكعادته، حيث يتميز الشيخ بروح مرحة، ورؤية شبابية، أراد أن يثني على النادي الأهلي، فقال أشكر نادي الهلال على هذه الدعوة. لم يقصد الشيخ تجاهل الأهلي كما قد يفهم البعض، أو كما قد يذهب بعض آخر من قاصري الفهم، والذين سيتبادر إلى أذهانهم، أن الشيخ هلالي الميول، ولكن يبدو أن الشيخ العالم في أمور الشريعة، هو جاهل في الرياضة. ولو افترضنا أن الشيخ سلمان العودة له ميول هلالية، فهل يعقل، أو يظن أحد أو يعتقد مجرد اعتقاد، أن شيخاً بقيمة ووقار وثقافة الشيخ سلمان العودة، يمكن أن يضع نفسه في هذا الموقف المحرج؟ قصدت من هذه الحادثة أن أؤكد على مسألة قرب مشايخنا من الرياضة، وفتوى الشيخ العودة للاعب الهلالي ياسر القحطاني حول مشروعية حلاقة الذقن، تذهب إلى تأكيد هذه المعاني، وأنه ليست هناك مسافة بعيدة بين الدين والرياضة، بل إن ديننا الحنيف يحثنا على ممارسة الرياضة. فرسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، كان يمارس رياضة المشي والجري مع زوجته عائشة رضي الله عنها، وهناك القول المأثور «علموا أبناءكم السباحة والرماية وركوب الخيل». والحقيقة أنني أبارك لأنديتنا هذه المحاضرات التي تقيمها داخل الأندية بين الحين والآخر، وتتم دعوة «مشاهير المشايخ» لإلقائها، وحبذا لو تصبح كل شهرين، أو ثلاثة أشهر. ففي ذلك فوائد كثيرة، وما يعتبر سياحة دينية، وفيها فرصة للتعرف على مشايخنا عن قرب، ومعرفة رأيهم في الكثير من الأمور والمسائل الرياضية من الناحية الشرعية. ولأنني من محبي مشايخنا، ومن المحبين والمداومين بفضل الله على سماع إذاعة القرآن الكريم، فقد وجدت أن الرياضة لا تتعارض مع الواجبات الدينية، وكثيراً ما كنت أستمع إلى نقاشات وندوات تدعو إلى الاهتمام بالرياضة. كنت أستمع ذات مرة إلى محاضرة عبر شريط الكاسيت للشيخ سليمان الجبيلان، وعلى رغم أن المحاضرة كانت قيّمة واشتملت على نصوص من الكتاب والسنة. إلا أن الشيخ المعروف بأسلوبه اللطيف، وما عرف عنه من نكتة وتعليقات ساخرة، كان يأتي بنماذج للاعبين محليين، حتى يخيل لك أن الشيخ - فقيه رياضي - ليضج المكان بالضحك. وهذا يؤكد أن الكثير من مشايخنا وعلمائنا قريبون من الرياضة، ولديهم أبناء وأحفاد يهتمون بمتابعة الأندية وتشجيعها، ويبقى الدور على أنديتنا في كيفية الاستفادة من ثقافة مشايخنا الغزيرة، وقد نجد من بينها ثقافة رياضية. ولا شك أن أنديتنا بحاجة إلى تفعيل ثقافة الحوار بين لاعبيها، ولاعبي الأندية المنافسة، وحكام المباريات، حتى تشيع المحبة في منافساتنا المختلفة، ولكن السؤال الأهم، كيف نفعّل ثقافة الحوار بين رؤساء الأندية وأعضاء الشرف..؟! [email protected]