اعتبر مدير إدارة التربية الخاصة في الإدارة العامة للتربية والتعليم (بنين) في المنطقة الشرقية سعيد الخزامين، «التوحد»، «أكثر الإعاقات النمائية شيوعاً» في السعودية، لافتاً إلى أن عدد المصابين به بحسب التقديرات «يزيد على مئة ألف حالة» مرجعاً ذلك إلى «اضطراب عصبي، يؤثر في عمل الدماغ». وأكد أن الإصابة بالتوحد «ليست لها علاقة بأي خصائص ثقافية، أو عرقية، أو اجتماعية». وقال مساعد مدير فرع الجمعية السعودية الخيرية للتوحد في الشرقية علي حصوصة: «إن التوحد يحدث في الفئات كافة ومختلف الأعراق»، مبيناً ان «احتمال إصابة الأولاد به يفوق بأربعة أضعاف احتمال إصابة البنات». وأضاف «يعيق التوحد قدرة الفرد على التواصل والتفاهم مع الآخرين. كما أنه يصعب على المصاب القيام بأداء الأعمال والحركات المألوفة العادية، وكذلك اضطراب سلوكه لدى تأديته هذه الأعمال»، منوهاً بأن أفضل الإجراءات العلاجية هي «عمليات التدخل السلوكي المبكرة، التي تعتمد على الدليل». ونظمت إدارة التربية الخاصة أول من أمس، معرضاً للتوعية بمرض التوحد، تستمر فعالياته على مدى ثلاثة أيام، تتخلله حزمة من الفعاليات، بدءاً من المسرح المفتوح، والمرسم الحر، وركن التصوير، إضافة إلى الكشف على أسنان الطلاب التوحديين، وآخر للتوعية الأسرية، وذلك بمشاركة كلية طب الأسنان في جامعة الدمام، ومرور الخبر، إلى جانب الجمعية السعودية للتوحد. وقال مساعد المدير العام للتربية والتعليم في الشرقية محمود الديري، خلال تدشينه المعرض: «إن الهدف الرئيس من الفعاليات هو توعية المجتمع باضطراب التوحد، وإشراك الأطفال المصابين وأسرهم في الأنشطة، ودمجهم في المجتمع، والترفيه عنهم». فيما أكد الخزامين، أهمية «اكتشاف حالات الإصابة الجديدة، وتقديم الرعاية لها، والسعي لتحقيق الدمج التربوي لهذه الفئة مع أقرانهم العاديين»، معرفاً التوحد بأنه «اضطراب نمائي، ناتج من خلل عصبي (وظيفي) في الدماغ، يظهر في السنوات الثلاث الأولى من العمر. ويعاني المصابون به من الفشل في التواصل مع الآخرين، والضعف الواضح في التفاعل واللعب التخيلي». وعدد أبرز أعراض التوحد، مها «أداء حركات مكررة ونمطية بالأيدي أو الأصابع، مثل لف الأصابع بطريقة معينة أو اللعب باللعبة ذاتها بشكل مكرّر ونمطي، ليس فيه تجديد أو تخيل، وكذلك الاهتمام في الأشياء المتحركة، مثل المراوح وعجلات السيارات، إلى جانب الاهتمام في تفاصيل الأشياء، مثل النقاط في صورة أو حبة على الوجه، فيديمون النظر إليها، أو تحسسها من دون الاهتمام في التفاصيل». وشارك في فعاليات «معرض اليوم العالمي للتوحد»، فريق تطوعي من هواة قيادة الدراجات النارية (ظهران ريدرس). وأكد مشرف الفريق عامر الدليجان، حرصهم على المشاركة في هذه المناسبة، التي «تُعنى في شريحة كبيرة من هذا المجتمع، تستحق منا جميعاً العناية، من خلال نشر ثقافة التعامل مع التوحد». كما شاركت مدارس الظهران الأهلية، إذ بادر عدد من طلاب المرحلة الابتدائية بالتبرع بمبلغ أربعة آلاف ريال من زملائهم، لشراء مجموعة من الهدايا، لتوزيعها على أطفال مصابين بالتوحد، وذلك في بادرة إنسانية للتعامل مع أقرانهم.