أكد علي حصوصة (رئيس لجنة دعم مركز الجمعية السعودية الخيرية للتوحد بالمنطقة الشرقية) أن عدد المصابين بمرض التوحد في السعودية يقدر بما يزيد على 100 ألف حالة، مسجلة أكثر الإعاقات النمائية شيوعا. وأرجعت الدراسة ذلك إلى وجود اضطراب عصبي يؤثر في وظيفة الدماغ، مؤكدة أن الإصابة بالتوحد ليس لها علاقة بأي خصائص ثقافية أو عرقية أو اجتماعية. وأوضح أن نسبة الأطفال المصابين بالتوحد والاضطرابات السلوكية المرتبطة به في العالم، تقدر بنحو 166 طفلا من كل عشرة آلاف تقريبا. وأضاف أن هناك ازديادا في معدل انتشار هذا المرض بين الأطفال الذكور، أربعة أضعاف الإصابة به بين الإناث. جاء ذلك خلال انعقاد النسخة الثانية من بطولة المنطقة الشرقية للتوحد، الذي استضافها مجمع شموع الأمل للتربية الخاصة والتأهيل بالدمام أخيرا، تزامنا مع فعاليات اليوم العالمي للتوحد. رياضة ضد التوحد من جهته، قال خالد العقيل، مدير مكتب رعاية الشباب بالمنطقة الشرقية: “إن الرئاسة العامة لرعاية الشباب تولي تفعيل كافة المناشط الرياضية اهتماما جادا؛ حيث لا تقتصر مرافقها وخدماتها على الأصحاء فقط، بل تشمل أندية رياضية لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة”. وأوضح أن “خير دليل على ذلك هو نادي ذوي الاحتياجات الخاصة في منطقتي الرياض والغربية، ومركز تدريب المنطقة الشرقية في حي الراكة بالدمام، إلى جانب مزيد من الخطط التوسعية في هذا الشأن، خاصة أن الرياضة تلعب دورا بارزا في العلاج النفسي”. دمج المتوحدين من جانبه، لفت خالد الجميعة، خبير التربية الخاصة مدير مجمع شموع الأمل، إلى أن “الهدف الرئيس من تنظيم مثل هذه الفعاليات بالدرجة الأولى هو توعية المجتمع باضطراب التوحد، وإشراك الأطفال ذوي التوحد وأسرهم في أنشطة المجتمع، ودمجهم فيه والترفيه عن الأطفال ذوي التوحد”. وأوضح الجميعة أن أبرز أعراض التوحد القيام “بأداء حركات مكررة ونمطية بالأيدي أو الأصابع، كلف الأصابع بطريقة معينة أو اللعب بنفس اللعبة بشكل مكرر ونمطي ليس فيه تجديد أو تخيل، وكذلك الاهتمام بالأشياء المتحركة مثل المراوح وعجلات السيارات، بجانب الاهتمام بتفاصيل الأشياء كنقاط في صورة أو حبة على الوجه، يديم المريض النظر إليها أو تحسسها دون اهتمام بالتفاصيل”. خطورة موجات الجوال وكانت دراسات وأبحاث علمية أشارت إلى أن استخدام الهاتف الجوال أثناء الحمل أو بالقرب من المولود في شهوره الأولى يصيبه بمرض التوحد، إثر اكتشاف وجود علاقة بين التعرض لترددات الموجات الكهرومغناطيسية الموجودة في أجهزة الجوال، والإصابة ببعض أنواع الأورام السرطانية. وقال الدكتور هشام أبوالنصر طبيب المخ والأعصاب: “إن الإشعاعات الكهرومغناطيسية بلا لون أو طعم أو رائحة، وبالتالي لا تعطي أي نوع من التحذير لضحاياها، كما أنها بطيئة التأثير ولكنها في الوقت نفسه تراكمية الأثر”. وأضاف أن “معنى ذلك أنه لا يبدو على ضحاياها وقت الاستخدام شيء بسببها، ولكن بعد نحو خمس سنوات ستبدأ الأعراض في الظهور؛ حيث إن تجارب تسليط الهاتف الجوال على الفئران أظهرت أعراضا مرضية بعد 18 شهرا”. فريق طبي متكامل وأوضح الدكتور عمر المديفر، استشاري طب نفس الأطفال والمراهقين والعلاج الأسري رئيس قسم الصحة النفسية بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض، أن علاج التوحد يحتاج إلى تدخل فريق طبي متكامل، بدءا بالطبيب النفسي إضافة إلى اختصاصي نفسي عيادي ومعالج أسري، ومعالج وظيفي واختصاصي نطق. وأشار إلى أن التدخلات العلاجية تشمل علاجات دوائية وسلوكية، وتدريب والدَي الطفل على بعض التقنيات الحديثة، التي تتعلق بالنواحي التأهيلية والمساندة التعليمية، إضافة إلى تدخل علاجي آخر يعنى بالاضطرابات المصاحبة حسب وجودها. ابني ضحية وقد استغرب ولي أمر أحد الأطفال المصابين بالتوحد (رفض نشر اسمه أو صورته لدواع أسرية) عدم إنشاء مراكز حكومية متخصصة لفئة التوحد في المنطقة الشرقية. وأشار إلى أنه يعتقد جازما بأن ابنه ذا الأعوام السبعة ذهب ضحية عدم وجود أطباء واختصاصيين للتوحد في المنطقة. وقال: “للأسف الشديد يوجد قصور حاد في المراكز المتخصصة والأطباء في التوحد بالمنطقة الشرقية”. ولفت إلى أنهم يعانون معاناة شديدة مع المرض، كما أنهم لا يستطيعون تشخيص الحالة، أو معرفة ما إذا كانت متدنية أم متوسطة أم مرتفعة. وأرجع سبب ذلك إلى عدم الاهتمام بمرضى التوحد في المنطقة، على حد قوله.