عرض مدير «وكالة الاستخبارات المركزية» الأميركية السابق جيمس وولسي عندما كان مستشاراً لحملة دونالد ترامب الانتخابية عقداً قيمته عشرة ملايين دولار على رجلي أعمال تركيين للمساعدة في تشويه سمعة رجل الدين التركي المقيم في الولاياتالمتحدة فتح الله غولن. وقال ثلاثة أشخاص مطلعين على الأمر إن وولسي اجتمع بعد ثمانية أيام من انضمامه لحملة ترامب، وتحديداً في 20 أيلول (سبتمبر) 2016 مع رجلي الأعمال إيكيم ألبتكين وسيزغين باران كوركماز على الغداء في فندق «بنينسولا» في نيويورك. واقترح وولسي وزوجته نانسي ميلر حملة ضغط وعلاقات عامة تستهدف غولن الذي يتهمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتدبير محاولة انقلاب عسكري في تموز (يوليو) العام الماضي ويطالب بتسليمه إلى تركيا لمحاكمته. وينفى غولن أي دور له في محاولة الانقلاب. وفي مذكرة بالبريد الإلكتروني اطلعت عليها «رويترز»، وضع وولسي وزوجته تفاصيل خطة «للفت الانتباه إلى الداعية ودوره المحتمل في محاولة الانقلاب» والتشجيع على فتح تحقيق رسمي في أنشطته. وكان ألبتكين، وهو حليف لأردوغان، وافق بالفعل عبر إحدى شركاته على عقد قيمته 600 ألف دولار مع شركة مايكل فلين الاستشارية للتحري عن غولن. وكان فلين أيضاً مستشاراً لحملة ترامب وشغل لاحقاً منصب مستشار الأمن القومي في إدارته قبل إقالته في شباط (فبراير) الماضي. ولم يرد البيت الأبيض على طلب للتعليق. وقال وولسي في لقاءات مع وسائل الإعلام إن فلين وآخرين تحدثوا مع وزيري الخارجية والطاقة التركيين خلال اجتماع في نيويورك في 19 أيلول (سبتمبر) 2016 عن فكرة السعي لإخراج غولن من الولاياتالمتحدة بحيث يعود إلى تركيا. ونفى فلين عبر ناطق باسمه أنه ناقش مثل هذا الأمر. ونفى ألبتكين كذلك وقال إن ما ذكره وولسي «مثير للدهشة تماماً». وقال: «روايته محض خيال». واقترح وولسي أولاً مشروعاً بقيمة عشرة ملايين دولار على رجل الأعمال كوركماز خلال اجتماع في كاليفورنيا في آب (أغسطس) 2016. وورد الاقتراح في رسالة بالبريد الإلكتروني من ميلر إلى وولسي في 18 آب (أغسطس) وهي رسالة طبعها وولسي وعرضها على كوركماز الذي أرسلها بدوره إلى ألبتكين. ووجه كوركماز الدعوة إلى وولسي، الذي كان على سابق معرفة به منذ سنوات، لحضور الاجتماع وفقاً لما ذكره اثنان مطلعان على الأمر. وقال كوركماز إنه يبحث عن شخص يمكنه التعامل مع مشروع للعلاقات العامة متصل بغولن. ولا تربط علاقات عمل كوركماز وألبتكين لكنهما كانا على معرفة سابقة من خلال مجموعة تجارية أميركية - تركية وفقاً لاثنين على علم بالصلة بينهما. وأحجمت أنيل ليليك الناطقة باسم شركة كوركماز عن التعليق. وجاء في المذكرة أن اقتراح وولسي وميلر اشتمل على الاستعانة بمسؤولين من واشنطن مثل عضو مجلس الشيوخ آنذاك جيف سيشنز، والذي يتولى حالياً منصب وزير العدل، في كتابة مقالات عن الوضع في تركيا والتواصل مع مشرعين نافذين مثل السناتور الجمهوري بوب كوركر والعمل على إظهار وولسي على شبكات «فوكس نيوز» و«سي إن إن». وقالت المذكرة: «كلفة هذا التواصل ستكون عشرة ملايين دولار». ورأس وولسي «سي آي إيه» لعامين في عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون وانضم لحملة ترامب في أيلول (سبتمبر) 2016. وظل في فريق ترامب الانتقالي بعد فوزه بانتخابات الرئاسة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي لكنه استقال في كانون الثاني (يناير) الماضي.