أفادت وكالة «أسوشييتد برس» بأن روبرت مولر، المحقق الخاص في علاقات محتملة بين الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي دونالد ترامب وروسيا، يجري تحقيقاً جنائياً منفصلاً يطاول الرئيس السابق لحملة ترامب بول مانافورت، وقد يوسّعه للتحقيق في دور وزير العدل جيف سيشنز ونائبه روب روزنشتاين، في طرد مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) جيمس كومي. يتزامن ذلك مع ترقّب لإمكان استخدام ترامب صلاحياته لمنع كومي من الإدلاء بشهادته أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الخميس المقبل. وأقرّ روزنشتاين بأن مولر قد يوسع تحقيقه ليشمل دوره ودور سيشنز، في قرار عزل كومي الذي كان يحقق في صلات محتملة لحملة ترامب بموسكو. وكان روزنشتاين الذي عيّن مولر محققاً خاصاً في هذا الملف، صاغ مذكرة استهدفت تبرير قرار ترامب طرد كومي. والتقى سيشنز ترامب وروزنشتاين لمناقشة قرار ترامب، على رغم تعهد وزير العدل الامتناع عن التدخل في ملف روسيا. ورداً على سؤال هل يمكن توسيع تحقيق مولر ليطاول درس دور سيشنز، أجاب روزنشتاين: «الأمر واضح جداً. إنه يمنحه سلطة التحقيق وأي شيء ينشأ عن هذا التحقيق، وسيكون مولر مسؤولاً في المقام الأول عن تحديد ما يعتقد بأنه يقع ضمن صلاحياته». وفي السياق ذاته، أفادت وكالة «رويترز» بأن مولر وسّع تحقيقه، من خلال سيطرته على هيئة محلفين كبرى في فرجينيا، تحقق مع المستشار السابق للأمن القومي في البيت الأبيض مايكل فلين، في شأن نيله 530 ألف دولار العام الماضي من رجل الأعمال التركي إكيم ألبتكين، لإنتاج فيلم وثائقي وبحث عن الداعية التركي المعارض فتح الله غولن، المقيم في الولاياتالمتحدة منذ العام 1999 والذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة في تموز (يوليو) الماضي. وقال ألبتكن، وهو حليف للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه تعاقد مع فلين لتقديم بحث يشرح كيف «يسمّم غولن الأجواء» بين أنقرة وواشنطن. إلى ذلك، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولَين في إدارة ترامب أن الرئيس لا يعتزم منع كومي من الإدلاء بشهادته أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الخميس المقبل. وقد يُحرج كوبي ترامب، علماً أن بعضهم كان اتهم الرئيس بالسعي إلى تعطيل تحقيق «أف بي آي» في ملف روسيا، من خلال إقالته مدير المكتب. ويمكن الرؤساء استخدام حق يتيح لهم منع موظفي الحكومة من تقديم معلومات لآخرين. لكن خبراء قانونيين يعتبرون أنه ليس واضحاً هل سيتقرر حجب حوارات بين ترامب وكومي، تحدث عنها الرئيس علناً، مشيرين إلى إمكان الطعن قضائياً بأي محاولة لمنع كومي من الشهادة، علماً انه أصبح الآن مواطناً عادياً. ووجّه أعضاء ديموقراطيون في الكونغرس رسالة إلى المستشار القانوني في البيت الأبيض دونالد مغان، يحذرونه من أن استخدام هذا الامتياز «سيعطّل كشف الحقيقة أمام الكونغرس والشعب الأميركي». ولمّحت كيليان كونواي، وهي مستشارة في البيت الأبيض، إلى أن ترامب سيسمح لكومي بالإدلاء بشهادته، إذ قالت: «سنتابع كومي وهو يدلي بشهادته». ولكن عندما سُئلت مباشرة هل سيستخدم الرئيس هذا الحق، أجابت: «ذلك القرار يتخذه الرئيس». في لندن سخر نايجل فاراج، الرئيس السابق لحزب «الاستقلال» البريطاني، من معلومات نشرتها صحيفة «ذي غارديان»، أفادت بأن «أف بي آي» يعتبره «موضع اهتمام»، بسبب علاقاته مع ترامب وجوليان أسانج، مؤسس موقع «ويكيليكس». ونفى أن يكون مسؤولو مكتب التحقيقات تواصلوا معه، متحدثاً عن «هستيريا». إلى ذلك، لم يستبعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يكون متسللون أميركيون زرعوا، في شكل «ماهر ومهني»، أدلة مفبركة عن تدخل روسي في انتخابات الرئاسة الأميركية. وقال لشبكة «أن بي سي نيوز» الأميركية: «هل تستطيعون تخيّل شيء مشابه؟ أنا أستطيع».