قال الداعية التركي فتح الله غولن إن الحملة التي يشنها رئيس الوزراء التركي على أتباعه أسوأ عشرات المرات من أي شيء واجهته حركته بعد الانقلابات التي قام بها الجيش. وفي تصريحات صحفية لوسائل إعلام تركية، ذكر غولن المقيم بالولايات المتحدة أنه كان ضحية لحملة تشويه تستهدف سمعته. وقال "في أعقاب الانقلاب العسكري في 12 سبتمبر 1980 تعقبتني السلطات لست سنوات كما لو كنت مجرما، ونفذت، مداهمات وتعرض أصدقاؤنا لمضايقات، وأصبح الأمر بالنسبة لنا دورة حياة نعيش فيها تحت مراقبة دائمة في مناخ انقلابي".
وأضاف غولن "هذه المرة نواجه معاملة مماثلة لكن على أيدي مدنيين لهم نفس معتقداتنا، وهذا يسبب لنا مزيدا من الألم وسنظل صابرين".
ويتهم رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان شبكة المراكز التعليمية التي تعرف باسم "خدمة" التابعة لغولن- التي رسخت نفوذا قويا داخل جهازي الشرطة والقضاء على مدى عقود- بتدبير تحقيق الفساد الأخير الذي تحول إلى أكبر تحد لحكم أردوغان المستمر منذ 11 عاما.
وصرح أردوغان أمس الأحد بأن الحكومة ستتخذ كل الإجراءات الضرورية لتطهير تركيا من الدولة الموازية بقيادة غولن، وفق قوله.
وفي كلمة ألقاها أمام حشد جماهيري بمدينة مانيسا غرب تركيا، شبه أردوغان "البيروقراطيين" الذين لهم صلة بغولن والذين ترددت مزاعم بأنهم تنصتوا على كبار المسؤولين بما أسماه "زمرة دولة أرغنكون العميقة".
وقال رئيس الوزراء "سنقاتل أرغنكون الجديدة بقيادة الرجل الموجود في بنسلفانيا مثلما قاتلنا دولة أرغنكون العميقة".
ويمثل الخلاف بين أردوغان وغولن واحدا من أكبر التحديات لحكم أردوغان، وقد واجه الأخير مؤخرا استقالة ثلاثة وزراء بالحكومة وظهرت تسجيلات مسربة لمحادثات يُزعم أنها لأردوغان ومقربين منه على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل شبه يومي.
يُشار إلى أن ما يعرف بتنظيم أرغنكون اتهم بمحاولة الانقلاب على الحكومة عام 2007 وصدر حكم بالمؤبد بحق رئيس الأركان السابق للجيش إيلكر باشبوغ (أفرج عنه مؤخرا) لإدانته بالتآمر لقلب نظام الحكم الذي يقوده أردوغان، كما صدرت أحكام بالسجن لمدد طويلة بحق العديد من المتهمين.