تتألف القدمان من عضلات وعظام وأربطة وأوتار تشكل البنية الأساسية لهما، وتتضافر لتعمل معاً في شكل متناسق ودقيق من أجل توزيع ثقل الجسم وتكوين وسادة تساهم في امتصاص الصدمات ودعم الشخص في مشيه وجريه. وتعمل القدمان بكفاءة عالية عندما تتمتعان بصحة جيدة، أما في حال تعرضهما لطارئ صحي فإن لياقتهما البدنية تتراجع وتتعطل حركة المشي فلا يستطيع الشخص ممارسة الأنشطة الرياضية المفيدة التي تصون الصحة وتبعد أخطار الأمراض، خصوصاً منها القلبية الوعائية والداء السكري والسرطان. عندما يدخل الإنسان في عالم الشيخوخة يبدأ ظهور المشاكل في القدمين، ويرجع السبب الرئيسي في ذلك الى ضمور الوسادات الشحمية في باطن القدمين ما يضعف قدرتهما على امتصاص الصدمات عند الارتطام بالأرض. أيضاً ومع التقدم في السن، ترتخي الأربطة والعضلات وتتمدد الأوتار ما يجعل القدم تزداد طولاً وعرضاً. وتعاني النساء من مشاكل القدمين أكثر من الرجال بنسبة أربعة الى خمسة أضعاف، وأسباب هذه المشاكل ناتجة جزئياً من رقة نعل الحذاء وضيقه وكعبه العالي وسوء تصميمه، وهذه كلها تتعارض مع المشي السليم فتعاني المرأة الأمرّين. وفي ما يأتي أهم مشاكل القدمين: - نتوء الإبهام الكبير، وهو تشوه ناتج من اتجاه المفصل المشطي الأول الى الخارج وميلان إبهام القدم الى الداخل، ما يجعل الإبهام ينحني في شكل زاوية تحتك مع داخل الحذاء عند المشي، الأمر الذي يسبب التهاباً في المفصل وآلاماً شديدة. ويشكل نتوء إبهام القدم كابوساً للنساء لأن النتوء لا يسمح بدخول القدم في حذاء الموضة. إن المعالجة المحافظة التي تقوم على استعمال مغاطس دافئة أو كمادات ثلجية، وتناول حبة من مضادات الالتهاب غير الستروئيدية، وانتعال حذاء واسع، ووضع وسادة واقية حول نتوء الإبهام، تسمح غالباً بوضع حد للألم الناجم عن التهاب مفصل إبهام القدم. أما إذا استمرت المعاناة، فإن الإصلاح الجراحي يفرض نفسه من أجل استئصال النتوء وإعادة تشكيل البنية العظمية الصحيحة. - التهاب اللفافة الأخمصية. هناك حزام من الأربطة والأوتار يمتد على المساحة من عظم العقب الى أصابع القدمين يعرف باسم اللفافة الأخمصية، التي تتولى مهمة امتصاص الصدمات التي يتعرض لها الجسم عند تماس القدمين مع الأرض. ويحصل الالتهاب في اللفافة نتيجة الإسراف في ممارسة الرياضة التي تتطلب ارتطام القدم القوي بالأرض، أو نتيجة عدم انتظام الخطوات عند المشي، أو بكل بساطة بسبب استعمال أحذية سيئة التصميم. كيف يعالج التهاب اللفافة الأخمصية؟ إن الراحة، ودعم العقب بارتداء حذاء مناسب أو وضع وسادة قدم داخلية أثناء المشي أو ممارسة الرياضات الخفيفة، وتناول مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، تساعد في التخفيف من وطأة الآلام الناجمة عن التهاب اللفافة الأخمصية. أما في حال كانت الآلام مستمرة وشديدة، فإن الطبيب يلجأ الى حقنة من الكورتيزون، وإذا فشلت هذه فإن الجراحة تصبح ضرورية من أجل تحرير اللفافة من عقالها. – الإصبع المخلبية، ويحدث هذا التشوه في الإصبع التي تلي الإبهام بحيث يأخذ شكل المخلب، ويؤدي البروز العلوي الحاصل في الإصبع الى احتكاكها المستمر بالقسم العلوي من الحذاء ما يتسبب في آلام شديدة أحياناً. وتحدث الإصبع المخلبية لأسباب وراثية أو بسبب التهاب المفصل أو نتيجة شد وتر الإصبع بشدة. ويؤدي حشر أصابع القدمين في أحذية ضيقة وغير ملائمة الى تردي حال الإصبع المخلبية. إن استعمال حذاء واسع ومرن ووضع وسادة لمنع احتكاك بروز الإصبع مع بطانة الحذاء الداخلية، يسمحان عادة بالتغلب على الألم الناجم عن الإصبع المخلبية. ويساعد وضع جبائر خاصة وممارسة بعض التمارين الرياضية الخاصة في عودة استقامة الإصبع الطبيعية، أما إذا كانت الإصبع متصلبة وقاسية فمن غير الممكن الحصول على نتيجة، وهنا لا بد من الاستعانة بالجراحة لاستعادة الاستقامة الى الإصبع المصابة. - الظفر الناشب، وفيه تنغرس مقدمة الظفر في لحم الإصبع، مسببة التهاب النسيج الأملس فيتشكل تورم مؤلم يعرف بالداحوس. إن انتعال أحذية ضيقة وسوء تقليم الأظافر والإصابات الفطرية والرضية تلعب دوراً في الإصابة بالظفر الناشب. ويعد تحرير الظفر الناشب أمراً صعباً للغاية، لكن يمكن التخفيف من الآلام الناجمة عنه بعمل مغاطس دافئة واستعمال مطهر البيتادين لمنع حصول العدوى. إن انتعال أحذية واسعة تسمح بحرية الحركة للأصابع وتؤمن المساحة اللازمة لنمو الظفر، يشكل حجر الأساس لمنع الإصابة بالظفر الناشب. أخيراً، صحيح أن عامل السن يلعب دوراً في التعرض لمشاكل في القدمين، لكنّ كثيراً من هذه المشاكل يعود الى اهتراء الحذاء، والى انتعال أحذية ضيقة أو أحذية ذات كعوب عالية أو أحذية غير ملائمة للقدمين مما تسوّقه صرعات الموضة الحديثة، فهذه كلها تضغط على الأنسجة والعظام والأوتار والأربطة والأعصاب ما يجعل الشخص يتخذ أوضاعاً غير طبيعية وغير مناسبة لصحة القدمين. والنصيحة الأولى هي انتعال حذاء مريح، ويخطئ من يظن أنه يمكن ترويض الحذاء الضيق بالممارسة، فهذه بدعة من ابتكار الباعة، لكنها غالباً ما تنطلي على المشتري. [email protected]