تمكن مصممو أحذية بريطانيون من تصنيع حذاء بكعب عال مع نعل باطني مصمم بطريقة فريدة ومتميزة حتى لا تضطر النساء للمفاضلة بين مواكبة آخر صيحات الموضة والتماس الراحة، وحتى لا يدفع قدماها ثمن تبخترها في مشيتها. فقد تم تصميم النعل الداخلي بحيث يزيل الوزن ويزيح مركز الثقل بعيداً عن ضرة القدم - اللحمة تحت الإبهام أو النتوء المستدير عند قاعدة إبهام القدم - ويعيده إلى عقب القدم أو كعب الحذاء - مما يجعل المرأة تشعر بأن الحذاء الذي تنتعله يبدو أكثر انخفاضاً مما هو عليه في واقع الأمر. وقد تم وضع الطراق أو النعل الباطن تحت كعب الحذاء أو أسفل عقب القدم وقوس القدم لتحقيق المزيد من الاستقرار في المشي والثبات في القدم ومنعه من التحرك إلى الأمام داخل الحذاء؛ حيث يقال ان هذا من شأنه تحسين الهيئة ووضعية الوقفة مع تحقيق الراحة والحيلولة دون تعرض أصبع القدم للرضوخ والرضوض طوال اليوم. ولعل هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إدخال تقنية "إنسوليا" (INSOLIA TECHNOLOGY) - تقنية النعل الداخلي المزود ببطانة مبيتة - في الأحذية الجديدة لمواكبة صيحات الموضة. وسوف تشتمل تلك التشكيلة على 35تصميماً مختلفاً باستخدام تقنية "إنسوليا" في حذاء بكعب عال يصل علوه إلى ما يزيد على أربعة سنتيمترات. أما الرجل الذي جاء بمفهوم هذه التقنية، فهو الدكتور هاوارد دانانبورغ؛ وهو اختصاصي ذو شهرة عالمية ذائعة الصيت في مجال علاج القدم والعناية به. ويقول الدكتور هاوارد إن المرأة التي تستخدم حذاء بكعب عال يبلغ ارتفاعه بوصتين ستعاني من الضغط في مقدمة قدمها بما يزيد بنسبة 64% على ما تعاني منه المرأة التي تستخدم حذاء بكعب عادي. ويذهب إلى أن هذه النسبة تنخفض إلى 22% عند استخدام الحذاء ذي النعل الداخلي المعدل. وأما غاري ترينر اختصاصي تقويم العظام والمتخصص أيضاً في العلاج بالوخز بالإبر، والذي يتولى علاج المشاهير من أمثال غوينيث بالترو وجود لو والسير بول ماكارتني وإيما تومبسون، فقد أدلى بدلوه بقوله: "ان الوضع المثالي إنما يتمثل دائماً في ارتداء حذاء بنعل داخلي منبسط تماماً أو مستو بالكلية وغير عال - أو على أعلى تقدير بكعب يبلغ ارتفاعه نصف بوصة. بيد أن دفع الوزن إلى الخلف بدلاً عن دفعه إلى الأمام يمثل تحسناً لأنه يجعل نقطة التوازن أكثر ثباتاً كما يجعل مركز الثقل أكثر توازناً واستقراراً. وأردف يقول: ان النساء يعانين من مشاكل التهاب الركبة الرثوي ضعف ما يعاني منه الرجال ويعزى ذلك في جزء منه إلى انتعال الأحذية ذات الكعب العالي. وان ارتداء الحذاء ذي الكعب العالي لمدة طويلة يمكن أن يفضي إلى تقصير العرقوب أو ما يسمى وتر أخيليس؛ وإلى التجسؤات والأورام الملتهبة في قاعدة إبهام القدم وآلام أسفل الظهر فضلاً عن التهاب الركبة الرثوي". يشار أيضاً إلى ان الضغط على الوركين ومفصل الورك والركبتين يزداد بنسبة 25% عندما تستخدم المرأة حذاء بكعب يزيد ارتفاعه على بوصتين. وفي أخطر الحالات، يمكن أن يتسبب الحذاء ذو الكعب العالي في حدوث الكسور الناجمة عن الضغط. بل ان خبراء صحة أعربوا عن مخاوفهم من أن الافراط في استخدام الأحذية ذات الكعب العالي قد يؤدي إلى العقم. وفي عام 1998م، ربط فريق من الباحثين في الولاياتالمتحدة بين الكعب العالي والالتهاب العظمي المفصلي في الركبة وهو عبارة عن حالة ينجم عنها ألم ممض وتتصف بتهتك المادة الغضروفية المحيطة بالركبة.