استبعد معلقون إسرائيليون في الشؤون العسكرية أن يصدّق رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو على عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة على غرار تلك التي شنتها إسرائيل قبل أكثر من عامين رداً على تواصل سقوط قذائف صاروخية على جنوب إسرائيل، بالرغم من أن عدداً من أركان حكومته على رأسهم وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان يحثونه على عملية عسكرية "صارمة"، بالإضافة إلى موقف الجيش الذي يدفع نحو حرب جديدة على القطاع. وقرأ المعلقون تصريح نتانياهو لدى مغادرته إسرائيل متوجهاً إلى موسكو، مساء أمس بأن "إسرائيل سترد بحزم وبمسؤولية وحكمة" من أجل استعادة الهدوء لجنوب إسرائيل، على أنه لا يستعجل هجوماً عسكرياً واسعاً حيال مكانة إسرائيل المتردية في العالم على خلفية الجمود في العملية السياسية مع السلطة الفلسطينية، "ما يجعل يديها مكبلتين من القيام بعمل عسكري قد يُقتل فيه مدنيون أبرياء". وكتب المعلقان البارزان في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل وآفي يسخاروف ان الوضع الدولي العام يحول دون قيام إسرائيل بمغامرة عسكرية جديدة "فضلاً عن أن إسرائيل على أبواب عيد الفصح اليهودي، "وفي العادة يحاذر القادة الإسرائيليون من التصعيد العسكري في فترة الأعياد والعُطل". من جهته أفاد المعلق العسكري في "يديعوت أحرونوت" أليكس فيشمان أن قيادة الجيش تدفع بقوة نحو عملية عسكرية كبيرة وأنها ترى في المواجهة مع قيادة "حماس" في القطاع "قَدَراً من السماء" وأن مثل هذه المواجهة حتمية "ويفضل أن تتم اليوم وليس بعد عام أو اثنين". ويرى الجيش أنه يتوجب على إسرائيل أن تحافظ على الردع الذي حققته بعد عملية "الرصاص المسبوك" في القطاع مطلع العام 2009 وأنه يجب توجيه ضربة أكثر ايلاماً والعودة إلى فترة الاغتيالات و"قطف رؤوس قادة الأذرع العسكرية وتحديداً لحركة الجهاد الإسلامي". في غضون ذلك أعلنت الشرطة الإسرائيلية أن قواتها وضعت في أعلى درجة تأهب خصوصاً في منطقتي القدس وبئر السبع، بعد العملية التفجيرية في القدس أمس والصواريخ التي سقطت في مدينة بئر السبع القريبة من القطاع. مع ذلك، نقلت الإذاعة عن ضابط كبير استبعاده أن تكون عملية القدس مقدمة لموجة عمليات تفجيرية واسعة كتلك التي عرفتها إسرائيل قبل أقل من عشر سنوات.