أكدت تعليقات وسائل الإعلام العبرية أمس أن تهديدات وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان سورية ورئيسها لم تزعج الإدارة الأميركية وأوساطاً حزبية واسعة في الدولة العبرية فحسب، إنما أيضاً المؤسسة الأمنية في إسرائيل. وحذر معلقون بارزون من الأخطار الكامنة في «السلوك المتهور» لوزير الخارجية واستعرضوا «الأضرار الجسيمة» التي ألحقها بالديبلوماسية الإسرائيلية في الأعوام الأخيرة ومقاطعة مصر والأردن ودول اوروبية له. وتضاربت الأنباء عن موقف نتانياهو من وزير خارجيته، وعما إذا كان رئيس الحكومة فقد السيطرة على وزرائه، وان كان مهتماً أساساً ببقاء ليبرمان وحزبه المتطرف «إسرائيل بيتنا» في ائتلافه الحكومي. ونقلت «يديعوت أحرونوت» عن أوساط نتانياهو نفيها أن يكون وبخ وزير خارجيته على تهديداته، ونقلت عن مصدر حكومي قوله إن رئيس الحكومة ووزير خارجيته متفقان على مضمون التهديدات، وإن «الاعتراض الوحيد هو على توقيتها، لأن نتانياهو معني بالهدوء على الجبهة السورية». وأبرزت الصحيفة في عنوان كبير طلب الولاياتالمتحدة من إسرائيل توضيحات في شأن التلاسن المتصاعد. وتحت عنوان: «أغضب الأميركيين أيضاً»، أفادت الصحيفة بأن الأميركيين نقلوا إلى نظرائهم الإسرائيليين «رسائل مستعجلة» تطالبهم بتهدئة الأوضاع على الجبهة السورية. وربطت بين هذه الرسائل والبيان المشترك الذي صدر عن نتانياهو وليبرمان أكدا فيه أن «وجهة إسرائيل هي للسلام مع سورية من دون شروط مسبقة». كما حاول وزير الدفاع ايهود باراك المساهمة بالتهدئة بإعلانه أنه ليس راضياً عن التلاسن الكلامي في الأيام الأخيرة، وان «التهديدات لا تنفع، ونعمل في القنوات الديبلوماسية من أجل تبديد هذا التوتر». وأشار المعلق السياسي في «هآرتس» ألوف بن إلى أن التدخل الأميركي للتهدئة يندرج في إطار التقارب المتجدد بين واشنطن ودمشق. وأضاف أن الرئيس بشار الأسد «نجح في التمسك بموقفه الرافض أن يمر توثيق العلاقات مع الولاياتالمتحدة عبر إسرائيل ومصافحة قادتها، أو التنازل عن تحالفه الاستراتيجي مع ايران». وحذر المعلق من ان التجربة في الشرق الأوسط أثبتت أن «الانتقال من الهدوء إلى التوتر ومنه إلى الحرب يتم في لمح البصر، ما يستدعي مزيداً من الحذر في الأعمال وتصريحات زعماء الجانبين». واعتبر المعلقان عاموس هارئيل وآفي يسسخاروف في مقال مشترك في الصحيفة ذاتها «الانفلات الخطير» لليبرمان على الرئيس السوري «خطيراً إلى أبعد الحدود». وأضافا أن «حروباً في الشرق الأوسط اندلعت على أقل من ذلك»، وأشارا إلى أن المؤسسة الأمنية «تصعبت في فهم الدوامة الحاصلة في الأيام الأخيرة». ونقلا عن ضباط كبار في الجيش وصفهم تصريحات ليبرمان ب «عديمة المسؤولية»، خصوصاً أن «لا أساس على الأرض لتهديدات (سورية) بالحرب، ولا توجد معلومات استخباراتية عن نيات خبيثة استثنائية لسورية». وتابعا أن قيادة الجيش تفادت رفع حال التأهب على الحدود لئلا يتم تفسيرها في شكل مغلوط في الجانب الآخر». وأردفا أن «عدم سيطرة نتانياهو علناً على وزير خارجيته يبعث على الاستغراب بل التقزز أيضاً في واشنطن التي لم تستوعب هي أيضاً كيف كادت تطل فجأة حرب جديدة في المنطقة المتوترة أصلاً». على صلة، أفاد استطلاع للرأي نشرته «هآرتس» بأن شعبية ليبرمان كوزير للخارجية سجلت تراجعاً آخر، وبأن 53 في المئة من الإسرائيليين باتوا غير راضين عن إدائه في مقابل 34 في المئة أعربوا عن رضاهم. كما سجلت شعبية نتانياهو تراجعاً آخر قياساً باستطلاع قبل ثلاثة أشهر، إذ قال 42 في المئة (50 في الاستطلاع السابق) إنهم راضون عنه في مقابل 46 في المئة ليسوا راضين (40 في الاستطلاع السابق).