«الماعز القزم» على رغم وزنها الخفيف (3-10 كيلوغرامات)، وقصر قامتها (20-40 سم)، وجمال شكلها ورشاقتها وقدرتها على التعايش في الظروف المنزلية كافة، إلا أن سعرها يساوي في بعض الأحيان سعر 20 عنزاً من النوع العادي، إذ تبلغ قيمتها بين 15-45 ألف ريال، بحسب النوع والجمال. وسلالة «لبونة» من «الماعز القزم»، موطنها الأصلي بعض دول غرب أفريقيا (نيجيريا والكاميرون)، وأدخلت إلى الولاياتالمتحدة على متن السفن غذاء للقطط الكبيرة، مثل الأسود، وما بقي منها تكاثر في حدائق الحيوان، واشتهرت نيجيريا بهواية تربية «الماعز القزم»، وشعبيته كبيرة نظراً إلى سهولة العناية به. وأوضح أحد المهتمين، أول المؤسسين لهذه السلالة بالمنطقة الشرقية، هاشم السلمان ل«الحياة»، خلال تنظيمه أول ملتقى لهواة ومربي «الماعز القزم»، بحضور عدد كبير المربين من مناطق المملكة كافة، وبعض دول الخليج، أن هذه السلالة النادرة من الماعز القزم، التي تعود أصوله إلى دول في قارة أفريقيا، مثل نيجيريا والكاميرون، وتم تصديرها قبل ما يزيد على 70 سنة إلى دول أوروبا وأميركا كحيوانات أليفة للحدائق، وذلك لصغر حجمها وسهولة التعامل معها، تعد من الأنواع اللعوبة، التي تحب الأطفال، وتتمتع بنشاط قوي، وتعيش في المنازل كبقية الحيوانات الأليفة. وأشار إلى أن بعض تلك الدول قامت بتطوير هذه السلالة بمواصفات معينه من ألوان وقياسات خاصة في قصر القامة والظهر وضخامة الأقدام وتناسق البنية الجسدية، إذ يتراوح ارتفاعها من 20-40 سم، مؤكداً أن انطلاق هذه الهواية في الخليج كانت من الكويت، إذ بدأت بجلب ثلاثة أنواع من الماعز القزم، وهو الأميركي، الذي يمتاز، مع قصر القامة، بقوة البنية الجسمية، وفي الغالب يكون من لون واحد، والتشيخي وله صفات تختلف عن الأميركي من ناحية اللون والجسم والرأس، إذ يمتاز الأوروبي أو ما يسمى بالتشيخي بألوانه الجميلة، والثالث هو الألماني ويكثر فيه اللون الأبيض، مع وجود بقع سوداء في الوجه، وقد تكون متفرقة في الجسم، وملامح الرأس والجسم تختلف قليلاً عن التشيخي، مفيداً بأنه على رغم تعدد تلك المسميات والاختلافات في بعض الموصفات إلا أن هذه المسميات تبقى بمسمى «الماعز القزم الأفريقي»، وتلك الفروق نتاج تطوير وتكرار وانتقاء مواصفات كانت محل اهتمام من تلك الدول. وقال مؤسس سلالة «المعز القزم» بالمنطقة الشرقية: «تم استيراد مجموعات بسيطة جداًَ إلى المملكة، وهو ما جعلها محل اهتمام وسرعة اقتناء من المربين»، وبين أنه على رغم قوة تحملها، لكن كان هناك قلق من قدرتها على العيش في الأجواء الحارة، إلا أنها اجتازت ذلك الاختبار بجدارة. وعن بدياته في هذا الهواية، قال السلمان: «بدأت قبل بضع سنوات، وكان عدد المربين لا يتجاوز الأربعة في المنطقة الشرقية، وبضعة أشخاص في مناطق متفرقة من المملكة، وهو ما كان سبب في صعوبة الحصول عليها وإكثارها، ولكن تم شراء مجموعات بسيطة، وتم نشرها في المملكة، والآن وصل عدد مربيها إلى أكثر من 34 مربياً، كما بلغ تعدادها 300 رأس. وأوضح السلمان أن مبيعاته وصلت إلى ما يزيد على 400 ألف ريال في فترة تربيته تلك السلالة، مشيراً إلى أن أعلى صفقة بيع تمت عنده بمبلغ 45 ألف ريال، في حين وصلت أعلى صفقة بيع في الكويت إلى 100 ألف ريال، وقال السلمان عن مستقبل هذه الهواية: «أسعى لأن أكون فريقاً يجمع مربي هذه الهواية لتطويرها والحفاظ عليها من الضياع، والتهجين، وضياع السلالة الأصيلة. لذلك، بجهود الإخوة المربين تم عمل هذا اللقاء، وهو الأول على مستوى المملكة، وهذا ما طمحنا إليه». وأشار السلمان إلى أنه تم الإعداد والتنسيق لهذا الملتقى من أشهر عدة، وتكلل بالنجاح بحضور مربين من جميع مناطق المملكة، ومن دولة الكويت الشقيقة التي كانت لها البصمة القوية في إنجاح هذه الهواية، مبيناً أن عدد المشاركين في المعرض وصل إلى 20 مربياً من المنطقة الشرقية والوسطى، كما تم عرض أكثر من 70 رأساً من الماعز القزم بمواصفات مميزة، وأضاف: «نطمح في السنوات المقبلة أن ترعى هذا اللقاء جهات حكومية ليكون دعماً لمربي هذه السلالة، وسعياً منا لتطوير بعض المواصفات للحصول على مواصفات أعلى بألوان جديدة».