على غرار الهوس بجمال الخيل والإبل، يسعى مربو حمام محليون ودوليون إلى تطوير هوايتهم في تربية الحمام عن طريق علم الجينات، بهدف إنتاج سلالات جديدة، عبر دمج سلالات حمام مختلفة ذات مواصفات مميزة، وعلى رغم عدم وجود مواصفات ثابتة «استاندرد» للحمامة الجميلة، ما زال هواة تربية الحمام في العالم يدرسون الاتفاق على معايير تخيلية للحمامة الجميلة، قبل الدخول في مسابقات احترافية، يخضع فيها المشاركون للمعايير المتفق عليها. فيما تبقى حمامة «البخارى» العالمية النموذج الملهم الأكثر شهرة. وبحسب مربي حمام محترفين تحدثوا ل«الحياة»، فإن سعر حمامة البخارى يصل ل70 ألف ريال، خصوصاً أنها تنحدر من مستويات عالية من السلالات المعروفة. وقال مربي الحمام المتخصص في تربية البخارى رمزي عجيبي: «بدأت تربية الحمام منذ أكثر من 15 عاماً، ولا أتصور أن أترك هذه الهواية أبداً، لأنني لم أصل للهدف المرسوم في مخيلتي لتطوير هذا النوع من الطيور، علماً بأني قطعت شوطاً كبيراً في الوصول إلى الهدف الذي رسمه كل المربين العالميين، والجميع يتسابق منذ أعوام على الوصول إلى النتائج النهائية». وأوضح أن مجموعة من أكبر وأقدم مربي الفصيلة في العالم تصورا أجمل شكل يفترض أن يكون عليه هذا الطائر، وبذلك اتفق هؤلاء المربون على أن تكون هي تلك المواصفات والمقاييس، وتستخدم الأقرب للشكل في البطولات الدولية، وعليه يتم اختيار الفائز في البطولة، مشيراً إلى أن التطوير ورسم ال«استاندرد» الحالي لا يعود إلى مرب واحد فقط، بل تم رسم ال«استاندرد» ووضع المواصفات والمقاييس عبر تصميم تخيلي، وتم الاقتراب من تلك المواصفات في شكل كبير، فيما ألمح إلى أن آخر ما تم استقطابه من سلالات قوية كان من الكويت الأسبوع الماضي، بهدف دعم وإكمال برنامج التطوير الذي يعمل عليه منذ سنين. ولا ينوي عجيبي اعتزال تربية الحمام حتى يصل إلى الهدف الذي يريد أن يحققه، وهو تطوير سلالة حمام البخارى، ليصل للمواصفات والمقاييس المنشودة، لذا يواظب عجيبي على زيارة معارض وبطولات عالمية في الخارج وبعض دول الخليج المهتمة بالحمام، إضافة إلى أنه يتواصل مع عدد من المربين الخليجيين الذين يعشقون هذه الفصيلة، وقاموا بتسخير وقتهم وجهدهم من أجلها، مشدداً على أن أهم ما تقدمه لهم المعارض، «الالتقاء بمربين عالميين سبقونا بالخبرة والمعرفة لنستفيد من شرحهم وملاحظاتهم عن الطيور المشاركة بدقة متناهية، حتى يتسنى للمربين معرفة نقاط الضعف والقوة في طيورهم، وتوجيههم إلى الطريق الصحيح». وأضاف: «الجميل في هذه المعارض هو الالتقاء بأصدقاء الهواية الذين يجتمعون مرة أو مرتين في السنة فقط، ويتبادلون الأخبار والخبرات ويتحدثون عن تجاربهم السابقة»، مؤكداً أن عدداً من المربين المحليين وصلوا للعالمية بعد أن أنتجوا سلالات قريبة جداً من التصميم التخيلي، أو من خلال مواظبتهم على تطوير محاولاتهم لإنتاج سلالة طائر متوازن قريب من ال«استاندرد» الدولي. ويجد مربو الهواة دعماً من رابطة مربي الطيور في المنطقة الغربية، وهي رابطة أنشئت بمجهود من هواة تربية الحمام وبأموالهم الخاصة، ويترأسها وليد بابقي في مدينة جدة. وطالب عجيبي رعاية الشباب بتبني بطولات خاصة بالحمام، ودعم جهود الهواة في تنظيم البطولات والمسابقات، خصوصاً المهتمين بتربية الحمام الذين يقومون بإطلاق بطولات على حسابهم الخاص، ويتحملون كامل التكاليف الخاصة بشراء الجوائز.