بلغت المخاوف من مشكلة نقص المياه في منطقة الخليج الذروة، وفق ما أظهر استطلاع للرأي صدرت نتائجه أمس، فيما صرحت مصادر بيئية خليجية ل «الحياة»، بأن نصيب الفرد في دول الخليج من المياه المتجددة سنوياً يقل عن 500 متر مكعب، متوقعة ألا تكفي موارد المياه إلا 67 في المئة من السكان بحلول عام 2015. وأشار تقرير أصدرته مؤسسة «بوكتور آند غامبل» بالتعاون مع مؤسسة «يوغوف سيراج» للأبحاث، أن «متوسط استهلاك الفرد من المياه في الإمارات وحدها بلغ 550 ليتراً في اليوم، ما يعادل ثلاثة أضعاف المعدل العالمي، وهذا ما يثير قلقاً شديداً في شأن مستقبل المياه العذبة للأجيال المقبلة». وأظهر الاستطلاع أن «25 في المئة من الأسر في الإمارات يشعرون بالقلق من معاناة أطفالهم من شح المياه العذبة في المستقبل، بينما أكد 28 في المئة من الذين شاركوا في الاستطلاع، انهم يشعرون بالقلق من ان الموارد الطبيعية المحدودة ستمثل مشكلة للأجيال المقبلة، في حين أشار 24 في المئة من المقيمين في أبوظبي ودبي الى ان تصرفاتهم الشخصية لا يمكن أن تحدث فرقاً في مسألة استهلاك المياه». وقال مدير العلاقات الخارجية في شركة «يوغوف سيراج» ياسين العطاس: «على رغم أن هذه الدراسة تظهر زيادة الوعي بالقضايا المتعلقة بترشيد استهلاك المياه، إلا أن الطريق لا تزال طويلة، إذ كانت المفاجأة أن 22 في المئة من الناس يعتقدون أن تصرفاتهم الشخصية لا يمكن أن تؤثر في الاستهلاك». وتنقسم مصادر المياه في دول المجلس حالياً إلى مياه تقليدية، تتمثل بالمياه السطحية، والمياه الجوفية والضحلة، إضافة الى مصادر مياه غير تقليدية، تتمثل بالمياه المحلاّة ومياه الصرف الصحي. وأوضحت المصادر، أن «دول مجلس التعاون الخليجي تعاني من ندرة مياه، نتيجة نقص حجم الأمطار السنوية واعتماد المنطقة في شكل كبير على المياه الجوفية غير الدائمة». وتوقعت المصادر أن «تبلغ الأموال المستثمرة في تحلية المياه ومعالجتها في منطقة الخليج خلال السنوات القليلة المقبلة، نحو 100 بليون دولار، في ظل شح الموارد المائية في منطقة يتزايد سكانها سنوياً»، مرجحة أن «ترتفع حصة الاستثمارات في معالجة المياه المستخدمة إلى خمسة أضعاف، بسبب اعتماد قطاعات صناعية وزراعية كثيرة على الماء». ويتجه معظم دول الخليج إلى تخصيص قطاع المياه، الذي يتوقع الخبراء أن يكون له مردود إيجابي، من خلال تأمين تقنيات جديدة تساعد في حل أمور كثيرة كانت معلقة بسبب التقنية أو ارتفاع التكاليف. وتشير الإحصاءات إلى أن معدل الأمطار السنوي يتراوح بين 70 مليمتراً و130، باستثناء السلاسل الجبلية في الجنوب الغربي للمملكة العربية السعودية وجنوب عُمان، التي قد يصل معدل الأمطار فيها إلى أكثر من 500 مليمتر. ووفقاً للجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (أسكوا)، يصل معدل المياه السطحية سنوياً في المنطقة إلى 3.334 مليون متر مكعب، إضافة الى زيادة الطلب على المياه الذي يرجع إلى نمو السكان وسرعة التمدن، وكذلك سوء استهلاك مياه الصرف، سواء في القطاعات المحلية أو الزراعية.