سيراً على نهج سلكوه قبل عامين حينما حملوا لواء الأسبقية عبر تنصيبهم لعضو الشرف الدكتور خالد المرزوقي رئيساً منتخباً لنادي الاتحاد، بدأ الاتحاديون سباقاً مع الزمن بهدف إنهاء الترتيبات كافة لعقد الجمعية العمومية خلال أيار (مايو) المقبل، لانتخاب رئيس جديد يخلف رئيسهم الحالي (المكلف) المهندس إبراهيم علوان. ولما كان المنتمون إلى «عميد الأندية السعودية» يفاخرون بنجاحهم في ترسيخ مبادئ الشفافية والديمقراطية داخل ناديهم، يتوقع مراقبون أن يحمى وطيس المنافسة بين رجال أعمال «عقاريين» وضابطين عسكريين «متقاعدين» يرغبون في التربع على كرسي «العميد» الساخن، بعد أن أعلن أعضاء الشرف منصور البلوي ومحمد الجهني وإبراهيم العسيري عزمهم تقديم ملفاتهم الانتخابية بعد أن قرروا خوض غمار المنافسة على أمل الظفر بالرئاسة، بينما يذهب آخرون إلى أن الأيام المقبلة حبلى بمفاجآت عدة «لن تقتصر على احتمالية ظهور أسماء جديدة طامعة في كرسي الرئاسة». ولعل بعض العارفين بالشأن الاتحادي، يرون أن رجل الأعمال منصور البلوي يعد أقوى المرشحين للعودة من جديد للرئاسة الاتحادية، خصوصاً عقب إعلانه عزمه تقديم ملفه وبرنامج إدارته، عازياً عودته من جديد ومعرفته وخبرته ب «دهاليز» العمل الإداري في «العميد» إلى مطالبات جماهير النادي، ومشدداً على عدم وجود أي «خطوط حمراء» تعيق عودته إلى العمل في النادي الذي سبق له ترؤسه ووصل معه إلى مونديال كأس العالم للأندية عام 2005 في اليابان، عقب ان ظفر الفريق الاتحادي ببطولتي دوري أبطال آسيا 2004 و2005 إلى جانب البطولة العربية للأندية وأخرى محلية. وقال البلوي ل «الحياة»: «لن أتوانى عن ضم أي اتحادي أرى أنه قادر على تقديم خدمة لناديه، وسأقدم ملف ترشيحي وأنا واثق بإذن الله أنني سأكسب من خلال رغبة جماهير الاتحاد كافة في عودتي». وعلمت «الحياة» أن إدارة منصور البلوي الجديدة تحوي أسماء معروفة عدة، إضافة إلى عناصر شابة في مختلف التخصصات التي يحتاجها النادي، وتشير المعلومات إلى أن العضو المؤثر ينوي الاستعانة بخدمات كل من المهندس محمد جمال أبو عمارة والمهندس عمر الحميدان والمهندس فراس التركي وأمين الصندوق السابق أحمد حناوي. في المقابل، لم يخف اللواء «متقاعد» محمد الجهني الذي سبق له العمل مع إدارة الدكتور عدنان جمجوم (1994 - 1996) رغبته في قيادة دفة العمل في الاتحاد، وأكد هو الاخر ل «الحياة» أنه سيبحث عن سبل النجاح كافة التي من خلالها ينجح ناديه، مشيراً أن رئاسة النادي أمانة ومسؤولية يجب أن تؤدى كما ينبغي، وأضاف الجهني الذي شغل أحد المناصب القيادية في القطاع الغربي للحرس الوطني ويحمل ماجستير العلوم الإدارية وماجستير العلوم العسكرية من لندن: «سيضم مجلسي المرشح 11 عضواً جلهم من المعروفين في الوسط الاتحادي، وسنبحث عن كل ما يخدم النادي ويفعل جوانبه كافة، واضعين بالاعتبار أهمية المشجع بالدرجة الأولى لنسمع منه آراءه مع تطبيق الديمقراطية مع جميع الأطراف المعنية بالأمر الاتحادي». واستطرد: «من أهم أولوياتي أن يستمر الاتحاد كأفضل الأندية السعودية والعربية والقارية مع التطلع للعالمية، وإقامة علاقات جيدة مع الأندية الأخرى، وإعادة أعضاء الشرف كافة لناديهم. وبالفعل بدأنا خطواتنا الأولى، ونتمنى التوفيق لنادينا، حتى إن لم نفز بالانتخابات فنحن مع الرئيس القادم أي كان قلباً وقالباً، إذ ان نادي الاتحاد لدينا أهم من ترؤسه، وسأعلن أسماء أعضاء المجلس قبيل الانتخابات بأيام قليلة وأنا أتحفظ على الإعلان لعدم معرفتنا بالمستجدات التي قد تطرأ في الأيام المقبلة». وأبان أنه يحظى بدعم وتأييد من الأمير طلال بن منصور والأمير خالد بن فهد والدكتور أحمد بامجلي وحسين اللنجاوي وسالم بن محفوظ ليتولى سدة الرئاسة. أما المرشح الثالث اللواء «متقاعد» إبراهيم العسيري الذي سبق أن شغل أحد المناصب القيادية في الأمن العام، فقد شدد على إصراره على تقديم نفسه وأعضاء مجلس إدارته في الانتخابات المقبلة، مبيناً إلى أنه سعى إلى تكوين مجلس إدارة يضم نخبة من المثقفين والمتخصصين ومن لهم حضور اجتماعي. وقال: «أعضاء مجلس إدارتي 11 عضواً لهم مكانتهم وحضورهم الاجتماعي منهم الدكتور أحمد كنسارة والدكتور يوسف قاري وفريد مخلص ورجل الأعمال محمد عواد الجهني ورجل الأعمال عمر بن محفوظ ومحمد الهاقان، وسعيت إلى أن أجمع تخصصات عدة، ومن أهم أهداف برنامجنا التنسيق والتواصل مع أعضاء الشرف، وسنبدأ بطريقة جديدة ستكون شاملة لنستطيع تحقيق الوفاق والاتفاق بين الاتحاديين. ولن نكون صورة كربونية لإدارة سابقة إذ سنظهر بمظهر جديد يتواكب مع التطور الذي تشهده أندية العالم». وعن حظوظه في تولي الرئاسة من خلال الأصوات والتأييد الشرفي، قال: «أتصور أن أي مرشح لن يقدم على خطوة كهذه إلا وهو قادر على تولي المهمة ويحظى بتأييد مطلق من شخصيات تدعمه في هذا الجانب ليكون منافساً بقوة على الرئاسة، ومنافسيّ منصور البلوي ومحمد بن داخل كلاهما قادران على قيادة النادي باقتدار ولهما ثقلهما في الوسط الرياضي، ومن سيكسب سباق الرئاسة سنصفق له وندعمه ونمد أيدينا له».