وصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ليل أمس إلى موسكو، استجابة لدعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأناب ولي العهد نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان في إدارة شؤون البلاد خلال فترة غيابه. وقال بيان للديوان الملكي السعودي أمس، إنه «استجابة للدعوة المقدمة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، غادر خادم الحرمين الشريفين الأربعاء 14/ 1/ 1439ه الموافق 4/ 10/ 2017، للقيام بزيارة دولة لروسيا الاتحادية، يلتقي خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعدداً من كبار المسؤولين، لبحث العلاقات الثنائية وتعزيز أوجه التعاون بين البلدين الصديقين، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك». وأضاف البيان: «ونظراً لعزمنا -بمشيئة الله- على السفر خارج المملكة هذا اليوم الأربعاء، الرابع عشر من شهر محرم عام 1439ه حسب تقويم أم القرى، الموافق 4 من شهر أكتوبر عام 2017، فقد أنَبْنا بموجب أمرنا هذا الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد في إدارة شؤون الدولة ورعاية مصالح الشعب خلال فترة غيابنا عن المملكة». وتُعقد القمة السعودية– الروسية اليوم، وسط أجواء احتفاء غير معهودة خلال زيارات الزعماء الأجانب روسيا، إذ تضمنت الاستعدادات الروسية لأول زيارة يقوم بها عاهل سعودي إلى موسكو منذ إقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين قبل نحو قرن، فعاليات واسعة شملت برامج اقتصادية وندوات حوارية وفعاليات ثقافية وفنية، كما تتزامن زيارة الملك سلمان مع تغطيات إعلامية واسعة، وانتشرت صور خادم الحرمين على لافتات ضخمة على طول الطريق الرئيسي المؤدي إلى الكرملين، في لفتة روسية غير مسبوقة. واستبق الرئيس فلاديمير بوتين لقاءه الملك سلمان اليوم، بتأكيد الأهمية التي توليها روسيا للعلاقات مع المملكة، مشيراً إلى أن بلاده «تتطلع بثقة إلى مستقبل العلاقات مع بلدان المنطقة، وعلى رأسها السعودية ومصر وسورية». وقال إن بلاده تتميز في علاقاتها مع بلدان الشرق الأوسط ب «شفافية سياستها»، كونها صريحة في علاقاتها مع شركائها، لافتاً إلى أن «روسيا على علم بقلق السعودية حول التسوية السورية، وتسعى إلى إيجاد حلول وسط». ومهّد الكرملين للمحادثات بتأكيد أن الزيارة تشكل «منعطفاً أساسياً لتطوير التعاون»، وأفاد في بيان بأن المناقشات «ستشمل كل نواحي التعاون بين البلدين، وسوف ينظر الزعيمان في الخطوات المشتركة التي يمكن اتخاذها من أجل وضع آليات ثابتة لدفع العلاقات بين موسكووالرياض في مجالات التجارة والاقتصاد والاستثمارات والثقافة، فضلاً عن المجال الإنساني». وأكد البيان أن القمة ستركز على «المسائل الدولية الأكثر إلحاحاً، مع توجيه اهتمام خاص للأوضاع في الشرق الأوسط وسبل تسوية الأزمات في المنطقة». وقال الناطق الرئاسي ديمتري بيسكوف، إن بوتين والملك سلمان سوف يوقعان على رزمة من الاتفاقات الثنائية، بينها اتفاقات تعاون ومذكرات تفاهم في مجالات مختلفة. ورجّح أن يكون ملف التعاون العسكري بين البلدين حاضراً خلال القمة، إضافة إلى موضوع التعاون في مجال الطاقة. وفي إشارة غير مباشرة إلى أن الوضع حيال سياسات إيران في المنطقة سيكون مطروحاً على الطاولة، شدّد بيسكوف على حرص موسكو «على عدم انعكاس الاتصالات الروسية- الإيرانية على التعاون مع الرياض»، مؤكداً «المكانة البالغة الأهمية التي تشغلها السعودية في المنطقة والعالم العربي برمته». إلى ذلك، أشار وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، إلى أن القمة ستسفر عن «توقيع حزمة من الاتفاقات الثنائية المهمة». وقال خلال لقاءٍ أمس مع رئيسة مجلس الشيوخ فالنتينا ماتفيينكو، إن الملك سلمان «أصدر تعليمات واضحة بتطوير العلاقات مع موسكو في شتى المجالات». ولفتت ماتفيينكو إلى أن موسكو «تدرك جيداً أن تطوير التعاون مع السعودية لا يخدم مصالحنا المشتركة فقط، بل يشكل عاملاً جدياً للاستقرار في المنطقة، كون السعودية إحدى أكثر الدول تأثيراً في الشرق الأوسط والعالم برمته».