قررت الولاياتالمتحدة الأميركية أمس (الجمعة) خفض الحد الأقصى للاجئين داخل البلاد ليصل إلى 45 ألف لاجئ كحد أقصى خلال السنة المالية 2018، في حين اعتبر البعض أن الخفض، الذي يبقي استقبال اللاجئين عند أدنى مستوى منذ عام 1980، تجاهلاً للأزمات الإنسانية المتصاعدة في أنحاء العالم. وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مذكرة إلى وزير الخارجية ريكس تيلرسون ونشرها البيت الأبيض أن «الولاياتالمتحدة ستقبل 45 ألف لاجئ كحد أقصى خلال السنة المالية 2018». واقترحت الإدارة هذا الحد في تقرير للكونغرس الأربعاء الماضي. وأوضحت إدارة ترامب أن خفض الحد الأقصى ضروري، ليتمكن المسؤولون الأميركيون من مواجهة العدد المتراكم الآخذ في التصاعد من طالبي اللجوء داخل الولاياتالمتحدة، ولفحص اللاجئين في شكل أفضل. وأشار مدافعون عن اللاجئين إلى أن الخفض يعتبر تجاهلاً للأزمات الإنسانية المتصاعدة في أرجاء العالم، والتي تدفع الناس إلى الهروب من بلادهم بأعداد أكبر، ويمثل تخلياً عن الدور القيادي العالمي للولايات المتحدة. وقالت الإدارة في تقريرها للكونغرس إنها قد تقوم بتقييم اللاجئين بناء على «احتمال نجاح اندماجهم وإسهامهم في الولاياتالمتحدة». وقال عضو في مركز ويلسون ومسؤول سابق بوزارة الخارجية الأميركية جوزيف كاسيدي إن، «القلق في شكل أساسي هو أن يُجرى هذا التقييم ليس على أساس كل حال على حدة، وإنما ربما يكون متحيزاً ضد ديانات أو جنسيات معينة». وفي سياق متصل، قال الاتحاد الأميركي للحريات المدنية أمس إنه سيقدم أول طعن قانوني على القيود الجديدة التي فرضها ترامب على دخول مواطني ثماني دول إلى الولاياتالمتحدة. وأشار الاتحاد في بيان إلى أنه سيسعى إلى تعديل دعوى قضائية منظورة أمام محكمة اتحادية في ماريلاند ضد حظر سابق على السفر أمر به ترامب في السادس من آذار (مارس) الماضي. وقال الاتحاد في رسالة قدمها إلى قاضي المحكمة الجزئية الأميركية تيودور تشوانغ، إن «الاقتراح الجديد الذي أُعلن الأحد يمثل خرقاً للدستور الأميركي ولقانون هجرة اتحادي». وفرض حظر ترامب الجديد قيوداً على دخول مواطني كل من إيران، وليبيا، وسورية، واليمن، والصومال، وتشاد وكوريا الشمالية إلى الولاياتالمتحدة. وسيتم أيضاً حظر دخول مسؤولين حكوميين فنزويليين محددين. وسيسعى الاتحاد إلى إصدار أمر قضائي يوقف القيود المفروضة على حصول هؤلاء المواطنين على تأشيرات دخول إِلى الولاياتالمتحدة. وقال منتقدون لقيود ترامب على الهجرة إن هذه القيود تهدف إلى تنفيذ تعهد أعلنه ترامب خلال حملته الانتخابية في 2016، بمنع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة. وقال المدير التنفيذي للاتحاد الأميركي للحريات المدنية إنطوني روميرو، إن «أحدث حظر فرضه الرئيس ترامب على السفر مازال حظراً على دخول المسلمين في جوهره، ومن المؤكد أنه ينطوي على تمييز بناء على الدولة القادم منها الشخص، وهو أمر غير قانوني». وأضاف «سنلتقي مع الرئيس ترامب في المحكمة مرة أخرى». ويعتبر هذا الحظر هو الثالث الذي يفرضه ترامب، وسيشمل عشرات الآلاف من المهاجرين والزائرين المحتملين. ويقول ترامب إن هذه القيود تفي بتعهده خلال حملته الانتخابية بتشديد القيود على الهجرة وتعزيز الأمن.