ينتظر ممدوح علي الطلوحي «فرج الله»، بعد أن قضى ريعان شبابه في سجن مدينة الرياض. وبدأت قصة ممدوح (33 عاماً) حينما تسبب في حادثة مرورية راح ضحيتها 17 وافداً من الجنسية البنغلاديشية وأحيل إلى القضاء، الذي حكم عليه بدفع الدية، بعد أن صدر في حقه حكم وصك شرعي يقضي بدفع 5 ملايين و100 ألف ريال. ضاقت على ممدوح الأرض بما رحبت، وأغلقت الأبواب في وجهه بعد هذا الحكم، لأن المبلغ «كبير جداً» بالنسبة إليه، ويفوق قدرته المالية وحتى قدرات ذويه، ليبدأ رحلة البحث عن «محسنين». غير أن مساعيه لم تكن كافية، ولم يجد ممدوح من يلجأ إليه سوى الله، وأحيل إلى السجن الذي مكث فيه فترة من الزمن. وقام ذووه بمتابعة القضية، وهو يرقب خلف قضبان السجن، بألم وأمل فيمن يزف إليه بشرى خبر جمع الدية الضخمة. ويقول منصور الطلوحي (قريب ممدوح) الذي تابع مجريات القضية التي أصبحت قضية مواقع التواصل الاجتماعي، وأخذت صيتاً في دول الخليج، وتعاطف معها الكثير: «قدر الله وما شاء فعل، ونحمده على قضائه وقدره، ومصابنا أكبر من حملنا، فشباب ممدوح راح بعد أن تعرّض لحادثة ربما تقع لأي منا، ولله الحمد رضينا بما كتب لنا، وسعينا وطلبنا من أهل الخير الوقوف معنا في محنتنا، ولكن لم يغطِ المبلغ في ذلك الوقت وفقدنا الأمل، وحاولت مراراً أن أسعى ولكن الظروف حالت دون ذلك». ويضيف: «ممدوح قضى في سجنه حتى اليوم 8 أعوام، ذهبت صبوة شبابه خلف قضبان الحديد»، ويكمل: «تبدو على ملامحه نظرات الحزن وانتظار الفرج، وأول سؤال يبادر به زواره: «أين والدتي؟ أخشى ألا أراها لا قدر الله». ولممدوح والدان كبيران في السن، ويعجزان كلياً عن مشاق الطريق وعناء السفر لزيارته، الذي تتقطع أفئدتهم كل يوم شوقاً لرؤيته بين ظهرانيهم، ورؤية أبنائه قبل أن يأخذ الله أمانتهما. ويقول علي الطلوحي (والد ممدوح) الكبير في السن، الذي يتوكأ على عصاه: «أتمنى من الله القادر الذي وهبنا إياه أن يهبنا فرجاً قريباً ويسخّر لنا من أهل الخير والصلاح القادرين على إرجاع البسمة لنا». فيما والدته لا تكاد تميز كلامها من شدة بكائها على فلذة كبدها، الذي يذوي في السجن يوماً بعد آخر وتذوي معه أحلام أم باكية لا تفارق مصلاها. يُذكر أن إمارة منطقة الرياض خصصت حساباً خاصاً يحمل اسم الإمارة، لتلقي الإسهامات في دفع الدية المترتبة على ممدوح علي الطلوحي، إذ خُصص حساب في مصرف الراجحي رقم: (101608010099990).