أبدى عريس سجن الطائف الطليق عوض بن عيد الحويفي الحربي ندمه على السنوات التي ضاعت خلف القضبان وقال في حواره مع «المدينة» أحمد الله الذي منَّ علي بالخروج من تلك الحياة المظلمة لأواجه بعد 18 عاما حياة الحرية واستقبل شمس الحياة واستعاد الحويفي ذكرياته مع الرفقة واصعب المواقف التى مرت به في السنوات التى أسماها بالضائعة كما عرج الى امه وابيه وكيف انه ركض الى قبريهما باكيا وكأنه يعتذر لهما عن خطيئة العمر. عالم غريب لم أتوقع حياتي ان اعيش العالم الغريب وانا الذي كنت اعشق الرحلات والفسحة والتنزه في الاماكن البرية.. كنت أنا وزميلي السبيعي رحمه الله في رحلة برية الى جبال اللوز التي قادتني الى عنبر الرقاب ولا اتذكر من تلك الرحلة سوى الصفاء والمحبة بيني وبين صديق دربي عندما تفرقت بنا الطرق لأعيش حياتي اقرب لمبارزة بين الامل واليأس منا كما أتذكر ان احد ابناء شقيقتي جاء لزيارتي في السجن من تبوك محضرًا معه فنجانًا من القهوة وقطعة قماش مزخرفة ومحاكة يدويًا (بيز) واخبرني أنها امانة حملته والدتي إياها وهي قائلة ليصب بها عوض قهوة من يمينه ومازلت محتفظا بتلك القطعتين حتى هذه اللحظة. صديقى الآسيوي ومن المواقف الاخرى عندما اخبرني ضابط السجن ان احد الاخوان الموقوفين من الجنسية العربية من احد العنابر قد تبرع بمبلغ 500 ريال مساهمة منه لي لدفع الدية اثناء جمعها واثناء استعدادي للخروج قام احد السجناء من الجنسية الاسيوية بوضع يديه على عنقي وأمسكني بشدة رافضا خروجي طالبا ان ابقى معهم او نخرج سويا في مشهد تبدلت دموع الفرح الى الحزن مرة أخرى ورفضت ساعتها الخروج وطلبت بقائي عنده يومًا آخر وما هون علي ذلك ان محكوميته اوشكت على الانتهاء. إلى القبر خرجت من السجن واتجهت إلى قبر والدتي ووالدي متوجها بعدها الى اداء العمرة وسط ذهولي من التطور الذي حدث في اثناء غيابي لم اتذكر هذه الأبراج المحيطة بالبيت الحرام من كل الاتجاهات واضاف الحربي انه متشوق لزيارة المدينةالمنورة والسلام على ساكنها محمد عليه أفضل الصلاة والسلام. واختتم قوله إننى الى الآن لم أقرر الخطة المستقبلية لحياتي فأنا ما زلت أعيش حالة من الذهول بعد 18عامًا قضيتها وراء قضبان سجن الطائف. الحرية لو كانت أبواب السجن مصنوعة من ذهب ومرصعة بالألماس وفي كوخ على اجمل جزيرة حالمة على ضفاف النهر لكانت ساعة من الحرية أجمل منها بكثير فهي التي لا تقدر بثمن كم من سجين خلف القضبان تمنى الموت ان لم يسعد بالحرية ابرز من يحدثنا عنها شخص قدر الله له أن يعيش هذه التجربة المريرة وهو في ريعان شبابه عندما كان راعيًا للإبل والده يتجول معها وهي ترتع بين اودية مكة وشعاب الطائف ولم يكن يعلم أنه سيغادر هذه الحرية المطلقة ليدخل في العالم الآخر لا يسمع سوى اصوات القيود واقفال ابواب الزنازن وهو الذي لا يعرف من هذه القيود سوى قيود ابله 18عاما عاشها بالسجن تجرع من خلالها مرارة فراق والديه.