ستنظم دار كريستيز للمزادات العالمية حدثاً جديداً في لندن لفنون الشرق الأوسط، تحت عنوان «مزاد فنون الشرق الأوسط الحديثة والمعاصرة»، الذي يقام إلى جانب معارض ومزادات من العالم الإسلامي والهند. وواظبت كريستيز على عقد مزادات فنون الشرق الأوسط الحديثة والمعاصرة في دبي طوال 11 سنة الماضية، فيما قررت نقل المزاد المرتقب الشهر المقبل إلى لندن من أجل تعزيز جاذبية فنون المنطقة في أوساط المقتنين الدوليين وإعطاء فنون الشرق الأوسط مكانة ومنصة عالمية جديدة إلى جانب مدينة دبي. وتستمر كريستيز في تقديم موسم مزادات آذار (مارس) 2018 في دبي، في الموعد المعتاد خلال «أسبوع الفن 2018». ويقام «مزاد كريستيز لفنون الشرق الأوسط الحديثة والمعاصرة» في 25 من الشهر المقبل، ويتضمن المزاد المرتقب قرابة 60 لوحة منتقاة من روائع أعمال الفنانين المعاصرين العرب، غالبيتها من مقتنيات خاصة، وتتصدّر المزاد أعمال فنانين مصريين معاصرين، أبرزهم محمود سعيد. ونظّمت كريستيز في آذار الماضي حفلة إشهار كتاب شامل مقرون بشروح مفصلة عن الفنان التشكيلي المصري محمود سعيد (1897 – 1964)، بالتزامن مع الاحتفال بمرور 120 سنة على ميلاد أحد أهم رواد الحركة التشكيلية العربية والمصرية. وشاركت في تأليف هذا الدليل الشامل المؤرخة وناقدة الفن الفرنسية فاليري ديديه هاس، مديرة تطوير الأعمال في كريستيز الشرق الأوسط. وكشف الكتاب أن محمود سعيد رسم لوحتين بعنوان «ذات العينين الخضراوين»، الأولى عام 1931، وما زالت تلك ضمن مقتينات متحف الفن المصري الحديث في القاهرة، والثانية في السنة التالية بعنوان «ذات العينين الخضراوين (نسخة مطابقة)»، وهي في الأصل ضمن مقتنيات تشارلز تيراس، أول مدير لمتحف الفن المصري الحديث، وتُعرض في مزاد كريستيز المرتقب بلندن. ويقول النقاد إن هوية الفتاة الجالسة مجهولة، غير أن نظرتها المحيّرة تجعل من اللوحة أحد أهم أعمال محمود سعيد. ففي ثلاثينات القرن العشرين رسم سلسلة من لوحات البورتريه لأفراد من أسرته وعدد من أصدقائه، وفي تلك الفترة أيضاً ظهرت نساء محمود سعيد في أعماله، ومن أبرز سماتهن العيون الكحيلة اللوزية الشكل، والشفاه الحمراء الفاتنة، والملامح الذهبية، والصدور الممتلئة. وتجسّد لوحة «ذات العينين الخضراوين (نسخة مطابقة)» كل ذلك، وبتجريد تلك الفتاة من اسمها يجعلها تجسّد جوهر جمال الفتيات المصريات.